للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقوتنا بالله الذي لا إله إلا هو ولا شريك له. ولا ندعي بأن الظفر مكتوب لنا دائما. بل نعلم أن الحرب سجال يوم لنا ويوم علينا، غير أن الموت مسر لنا، وليس لنا ثقة إلا بالله وحده لا شريك له ... وأن دوي الرصاص وصهيل الخيل في الحرب لألذ لنا من الصوت الرخيم، فإذا صممتم على عقد صلات ودية بيننا وبينكم، فأفيدونا حتى نرسل إليكم رجلين من كبار قومنا، مأذونين بالمفاوضة معكم، وحينئذ تتم أمانيكم بمعونة الله. ولا تظنوا بأننا نأسف إذا اضطررنا إلى ترك البلاد، لأننا نعلم يقينا أن الأرض لله تعالى يورثها من يشاء من عباده. وإن سلمنا وراثتها، فحيث ما كنا نجد أمتنا. وقد ظهر لنا من مضمون كتبكم أنكم تحتقرون قوة العرب مع دوام استعدادهم للقتال، وسابقتهم للنزال في كل زمان ومكان، وإذا عدتم إلى كتب التاريخ، قرأتم ما أجروه في آسيا وجهات الشام من الجرأة والثبات والإقدام والفتوحات التي أظهرها الله على أيديهم).

وجاء رد (دو ميشيل) في رسالة أكد فيها رغبة فرنسا بالتفاهم مع الأمير عبد القادر، ورأى الأمير الرد على مضمون الرسالة بما حملته رسالته التالية:

(بعد التحية، وصلني كتابك الذي أظهرت فيه رغبتك في الحصول على إطلاق سراح الأسرى الذين أوقعتهم الأقدار الربانية بين أيديكم. وقد فهمت جميع ما تضمنته رسائلك وما اشتملت عليه من تكرار الطلب. ومن المعلوم عندكم أن جميع الأسرى الذين وقعوا في أيدي عساكركم في ميادين الحرب، لم أتعرض لكم ولا لمن قبلكم في إطلاقهم، ولا أتعب أفكاركم بمراسلة قط، لأن حكمهم عندي حكم الأموات، وموتهم أعتبره حياة لهم، غير أني كنت أتألم عليهم شفقة

<<  <  ج: ص:  >  >>