للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصادف في طريقه أهوالا جمة، وتعرض لمصائب شديدة، منها هزائم جنده، وتشتيت شملهم بوادي عشبة) (وقد عدل كلوزول عن طريقه الذي جاء منه، وسلك طريق الساحل إلى مرسى (رشقون) فوصله على أسوأ حال، ذلك أن

الأمير أخذ بمخنقه وحاصره مدة شهرين كاملين، لا يخلو يوم منها دون قتال، ثم لما أعياه الأمر، وضاقت به الحيلة، بعث صريخه إلى نائبه في وهران، الذي أرسل إليه المراكب، فركبها بجيوشه، وحمل ما أمكنه من ذخائر ولحق بوهران). وفي وهران، توقف كلوزول فترة قصيرة، عين فيها الجنرال (دارلنح) قائدا على وهران، والجنرال (بهاراجوا) على الجند ومضى هو إلى الجزائر. وعندما وصلها، حاول التستر من جديد على (مغامراته الفاشلة)، فأصدر بيانا أعلن فيه (أن الحرب ستنتهي، وأن عبد القادر قد ضرب ضربات قاصية، وأنه دحر، وأنه فر إلى الصحراء). ثم سافر الماريشال كلوزول إلى فرنسا في شهر (نيسان - أبريل) تاركا وراءه تعليمات إلى (دارلنج) في وهران، بإقامة معسكر حصين على نهر (تافنة) استعدادا لفتح خط الاتصال مع تلمسان من هناك.

خلال هذه الفترة تسرب (كافينياك) (١) إلى (بريغو) (٢) حيث القبائل النازلة في وادي الشلف. والمعروف أن هذه القبائل قد


(١) كافينياك: (LOUIS EUGENE CAVAIGNAC) الابن الثاني (لجان بابتيست كافينياك) وهو - أي لويس - من مواليد باريس (١٨٠٢ - ١٨٥٧)، خدم في الجزائر، ثم أصبح حاكما لها، وعين رئيسا للهيئة التنفيذية - سنة ١٨٤٨، فقضى على ثورة حزيران. غير أنه فشل في فرض مرشحيه لرئاسة الجمهورية ضد لويس نابليون.
(٢) بريغو: (PERREGAUX) هي مقاطعة في إقليم وهران. في وادي نهر (هبرة) وتقع عند تقاطع الخطوط الحديدية (الجزائر - وهران) مع تلك الواصلة بين (وهران وكولومب بيشار).

<<  <  ج: ص:  >  >>