وسأكون أول من يعمل تحت - قيادة - من ترسلونه، وأن أصخر كل إمكانياتي الضعيفة إلى أقصى حد لذلك، وأن أساعده بالرأي والنصيحة.
إنني أثق في ذلك الاعتبار والسماحة، التي تميزكم، من أنكم ستقبلون رجائي في إعفائي من الحمل الذي يثقل كاهلي. وإنني أرسل إلى مقامكم بعض الهدايا التي كان ملك الإفرنسيين قد أرسلها إلي، والتي لم أبق منها عندي سوى بندقيتين صغيرتين. كما أرسل إليكم بعضا من أفضل البغال في الجزائر. إن عددها، بالإضافة إلى عدد الأشياء الأخرى، يوجد مفصلا في مرفق داخل هذه الرسالة. وإننا نرجوكم أن تقبلوا عذرنا، ونأمل في رضاكم وسروركم - وسيحمل إليكم الهدايا المذكورة، أخي الذي وكلته عني ليتشرف بمقابلة سموكم، وليحمل إليكم تقدير وتأكيد إخلاص ابنكم وخادمكم).
عبد القادر بن محييى الدين
محرم ١٢٥٤ - تشرين الأول - أكتوبر - ١٨٣٨
ورد السلطان (عبد الرحمن) برسالة حملت تقديره العالي للأمير، ورفضه حتى أن يسمع لحظة واحدة هذا التخلي عن الحكم من شخص أظهر كفاءة عظيمة في القيادة والتنظيم والتجديد وإنقاذ بلاده، ودعى الأمير عبد القادر، باسم الإسلام، أن يظل كما كان، بطلا للجهاد، وأن يكمل عمله الشريف، وأن يوسع وينجز واجبه، وأخيرا طلب إلى الأمير أن يرسل إليه قميصه كأثر يحتفظ به في مسجده الخاص.
لم يكن الأمير عبد القادر، وهو يتنازل عن قيادته العامة، يهرب من الواجب، ويتخلى عن المسؤولية وإنما أراد توسيع دائرة الجهاد،