للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا هو المبدأ الحاسم الذي أصبح منذ الآن الأساس في عمليات الأمير. ومقابل ذلك، أصبح الهدف الأول للمارشال (بيجو) هو كسر حلقات هذه السلسلة المترابطة، وتحطيم السلطة التي تجعلها مجتمعة ومتماسكة، وذلك بإقامة مراكز عمل دائمة في وسط القبائل والمجمعات العربية، وإرسال حملات سريعة متتالية انطلاقا من هذه المراكز حتى يتيح لجيشه أن يثبت وجوده دائما بين العرب. واعتبر (إقليم وهران) هو المسرح الأساسي للعمليات باعتباره القاعدة التي يستمد منها الأمير قوته. فاحتل (لامورسيير) مدينة (معسكر) واحتفظ (بيدو) (١) بمدينة تلمسان. وكان (وشانقارنيي) (٢) يراقب الحدود الغربية لسهل مدينة الجزائر. وقد أرسلت ثلاثة أرتال للتحرك من وهران ومستغانم نحو القبائل الواقعة في المنطقة الواسعة الممتدة بين البحر والأطلس، بالإضافة إلى تلك التي تقع في اتجاه الصحراء. وكان الرتل الأول تحت قيادة (بيجو) شخصيا، وكان يتقدم محاذيا لسهل وادي الشلف، ثم التقى بالرتل الثاني الذي كان يتحرك تحت قيادة (شانقارنيي) منطلقا من البليدة. أما الرتل الثالث الذي كان يقوده (لامورسيير) فقد كان يهدف إلى رد عبد القادر ودفعه نحو الجنوب لعزله عن القبائل التي كان (بوجر وشانقارنيي) يهاجمانها. وهنا بدأت القصص المدهشة، والمثيرة في وقعها والسامية في عظمتها، تلك


(١) بيدو: (MARIE ALPHONSE BEDAU) جنرال فرنسي من مواليد فيرتو (VERTOU) في اللوار السفلي (١٨٠٤ - ١٨٦٣) برز اسمه في الجزائر.
(٢) شانقارنني: (NICOLAS CHANGARNIER) جنرال إفرنسي ورجل سياسي. من مواليد اوتن (AUTUN) (١٧٩٣ - ١٨٧٧) . أصبح حاكما في الجزائر ثم أبعد منفيا بعد انقلاب فرنسا ١٨٥١، وأعيد إلى فرنسا (١٨٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>