كانت صدمة (الزمالة) قوية الوقع على الأمير، وصفها بقوله:(كنت قرب (تاقدامت) أراقب الحامية الإفرنسية القريبة مني (بوهران)، عندما قام الإفرنسيون بهجومهم المباغت على (الزمالة). كان معي (١٥٠٠) فارس، وكان (ابن خروب) مع فليته، وابن علال في الونشريس، ومصطفى بن التهامي بين بني ورغة، ولم أكن أبدا أتوقع نكبة كالتي حدثت من جهة (المدية) ولم يكن أحد من خلفائي يراقب تحركات ابن الملك (دوفال). ولكن رغم ذلك كله، لم نكن لنباغت بالحادث لو أن الله لم يطمس عيون شعبنا. فقد اعتقد أهل الزمالة، عندما رأوا جنود - الصبائحية - متقدمين ببرانسهم الحمراء، أن هؤلاء هم جنودي غير النظامين عائدين، بل إن النساء قد رفعن أصواتهن بالزغاريد ترحيبا واحتفاء بهم، ولم يشعرن بخيبة الأمل إلا بعد إطلاق النار، ثم تلا ذلك اضطراب لا يوصف شل جميع جهود الذين حاولوا الدفاع عن أنفسهم. ولو كنت حاضرا لكان علينا أن نحارب من أجل نسائنا وأطفالنا، ولعاش الإفرنسيون يوما لن ينسوه، ولكن الله أراد غير ذلك، ولم أسمع بالنكبة إلا بعد ثلاثة أيام من حدوثها، وكانت الفرصة عندئذ قد ضاعت).
كانت قوة الإفرنسيين التي قامت بالإغارة قليلة، لهذا لم تتمكن من اقتياد أكثر من (٣) آلاف أسير، كان من بينهم عدد من عائلات كبار الضباط والقادة في جيش الأمير، ولم تكن (نكبة الزمالة) أكثر من بداية بصراع مرير وقاس على كل الجبهات، وأصبح إقليم وهران مسرحا للاشتباكات الدموية المستمرة، ولم تتوقف القوات الإفرنسية من مطاردة الأمير، وتمكنت في يوم ٢٢ أيلول -