(١٧١٢ - ١٧١٤) انصرف هم إنكلترا إلى السيطرة على ما وراء البحار، وجردت فرنسا من ممتلكاتها، ودمرت ونهبت الأسطول الإسباني في مرات متتالية. وعندما انتهى الصراع بمعاهدة (أوتريخت - و - راستات) تضمنت المعاهدة فقرة خاصة (بمنح إنكلترا امتيازا لمدة ثلاثين سنة باحتكار تجارة الرقيق بين إسبانيا وأمريكا).
قد يكون من التجني على الملكة الإنكليزية (إليزابيت) اتهامها بأنها أول من شجع تجارة الرقيق ذلك أن هذه التجارة قديمة قدم التاريخ. غير أن مجالها كان محصورا في أفق الحروب، فللمنتصر المجد وأكاليل الغار وللمهزوم الذل والعبودية والرق. ومن هنا نشأت أسواق النخاسة.
وجاء الإسلام فلم يحرم الرق، وإنما أفسح المجال لإعتاق الأرقاء، ومنحهم حرياتهم ومساواتهم بالمعاملة. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم أول من سن القدوة فأعتق عبيده. وكان المسلمون في فتوحاتهم يتجنبون الحصول على الأرقاء، ويفادونهم، غير أن الحروب الصليبية، وما لقيه المسلمون فيها على كل الجبهات، دفعتهم إلى المعاملة بالمثل؛ (فكان عدد الأسرى الأرقاء من الفرنج في القاهرة - أيام الملك العادل - يزيد على عدد جيش الإفرنح في الشام).
وعندما انتهت الحروب الصليبية في الشرق، شهدت تجارة الرقيق نوعا من الجمود حتى بعثها من جديد ملوك الغرب الذين شجعوا استرقاق المسلمين، كوسيلة من جملة وسائل الحرب الصليبية الشاملة. ويذكر هنا ما أقدم عليه الملك (شارل الخامس) أو (شارلكان) الذي أقام جماعة أوروبية في جزيرة مالطا جلهم من الإفرنسيين المتعصبين للديانة المسيحية (وهم فرسان سان جاك الذين