للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عرفوا فيما بعد باسم فرسان مالطا. وكانوا من قبل في جزيرة رودس قبل أن يحتلها الأتراك سنة ١٥٢٢)؛ وكلفهم بمطاردة المسلمين أينما وجدوا في البر والبحر وبيعهم إلى الأوروبيين.

وفي الوقت ذاته، انطلقت البرتغال في تشجيع تجارة الرقيق. وبدأت منذ سنة ١٠١٣ م بشراء العبيد واقتناص الزنوج من افريقية المسلمة ونقلهم إلى المستعمرات الأوروبية في العالم الجديد، وإلى المستعمرات الإسبانية. وتقدم عدد من تجار الرقيق إلى الكاهن (خمينيس) للحصول على رخصة تحلل تجارة الرقيق، بحجة تعمير جزر الأنتيل التي أباد الاستعمار الإسباني سكانها الأصليين. غير أن الكنيسة عارضت اقتناص الأحرار ثم بيعهم عبيدا. ولكن تأثير الكنيسة بقي معدوما فيما يتعارض مع أمور الدنيا، فمضى المغامرون الأوروبيون في استثمار هذه التجارة الرابحة.

وفي سنة ١٥١٧، منح ملك الغرب (شارلكان) رخصة احتكار تجارة الرقيق إلى (بريزا) الذي نقل خلال فترة وجيزة أكثر من (٤) آلاف عبد افريقي إلى العالم الجديد, ودرت هذه التجارة ربحا خياليا سمع به عدد من التجار الأوروبيين الذين طلبوا من حكوماتهم رخصا مماثلة لمباشرة هذه الحرفة. وأدنت فرنسا في عهد لويس الثالث عشر (١٦٠١ - ١٦٤٣ م) بممارسة هذه التجارة. وتبعتها بقية الدول الأوروبية، فنشطت بذلك تجارة الرقيق التي أصبحت شرعية وشائعة لدى الدول الأوروبية، وهي منظمة بمراسيم حكومية وقوانين معروفة.

ونظرا لما كانت القرصنة تدره من أرباح، فقد حول التجار الأوروبيون كل من وقع في قبضتهم من سكان افريقية الزنجية أو

<<  <  ج: ص:  >  >>