للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واستعجل الدائنون بقسنطينة في استعادة قروضهم، وخاصة من الحاج محمد المقراني، الذي كان قد اضطر إلى أخذ القروض من البنوك والسماسرة اليهود بأرباح عالية، حتى يساعد الفلاحين على توفير البذار. ولما كان الوطنيون الجزائريون عاجزين عن دفع ديونهم، فقد أحدث ذلك موجة من السخط والغضب في كثير من الجهات، وخاصة في منطقة حكم المقراني التي باتت تعيش حالة من اليأس القاتل.

ولم تحاول السلطات الاستعمارية في الجزائر مد يد العون للوطنيين الجزائريين. وانطلق دهاقنة الاستعمار ومبشريه في إلقاء اللوم والمسئولية على الجزائريين أنفسهم، ومما قاله القسيس بورزي على سبيل المثال: (لم يقاوم العرب الجراد، وقالوا بأن الله الذي بعثه هو الذي سيطرده) في حين قال بعضهم: (لقد حدثت المجاعة بسبب كسل الجزائريين الفطري عن العمل، وكذلك لا يمكن، ولا ينبغي مساعدتهم). (وفي حين كان الجزائريون يعانون من انعدام وسائل الوقاية الصحية لهم، ومن سوء حالتهم الاقتصادية والمعاشية، وعدم اهتمام السلطات الإفرنسية بتحمل مسؤولياتها في مجابهة هذه الأوضاع، بينما كان الأمر مختلفا في أوساط الأوروبيين الذين كانت حالتهم الاقتصادية حسنة، والوقاية الصحية متوافرة لديهم). وكان كل ما فعلته فرنسا - كعادتها - إرسال لجنة للتحقيق في أسباب مجاعة ١٨٦٧، وقد تقدم إلى هذه اللجنة بعض النواب الجزائريين هم (حسن بريهمات والمكي بن باديس وأحمد ولد القاضي). وجاء في شهاداتهم ما يلي:

(... كان معظم الفلاحين يحتفظون بفائض منتجاتهم الزراعية - من الحبوب - في المطامير لاستخدامه في أيام الجوع أو القحط (وقت

<<  <  ج: ص:  >  >>