بحصار برج بني منصور. وبقي هناك عدة أيام، يستنهض همم الناس للثورة، إلى أن استدعاه أخوه الباشآغا المقراني إلى جبل مريسان ووادي الشعير.
عندما كان الثوار يخوضون صراعا مريرا في برج بني منصور، قام الجيش الإفرنسي بإحراق عدد من المنازل، وإتلاف مطامير الحبوب، كان من بينها برج بو مزراق الكائن قرب قبة سيدي داوود بالمنطقة.
عندما استشهد الحاج المقراني أسرع أخوه مزراق، فحاول إخفاء الخبر في البداية، غير أنه أدرك أنه من المحال الاستمرار في ذلك، فأشاع الخبر، غير أنه وجه في الوقت ذاته رسائل إلى كل الأنحاء - منها رسالته إلى أهل الشرفة:(أخبرهم بما حدث وأكد لهم اتحاد أولاد مقران وتصميمهم على متابعة الجهاد حتى الموت). وقد حاول الإفرنسيون معرفة مكان بو مزراق لمباغتته بهجوم حاسم، ومتابعة تحركاته ونشاطه، غير أن بو مزراق كان في حركة دائمة، مما ساعده على متابعة الصراع بعزم ثابت وإرادة صلبة.
انتقل بو مزراق بعد وفاة أخيه مباشرة إلى معسكر الشيخ محمد ابن الشيخ الحداد في قرية تيزي الجمعة قرب بجاية. ومن هناك اخترق بومزراق وأبناء عمومته وادي الساحل يوم ١١ - أيار - مايو - والتحقوا ببرج بني منصور حيث كانت قوات الثورة تعمل على محاصرته (بأكثر من ثلاثة آلاف محارب) ٠ وقد وفد على (بو مزراق) إلى معسكر بني منصور، سكان بني يعلي وأهل القصر ومشداله، ليعزوه في وفاة أخيه، ويتشاوروا معه في القدوم إلى ناحيتهم. واغتنم بومزراق هذه الفرصة، فاتصل بقائد الحامية المدافعة عن (برج بني منصور. وطلب