إليه إخلاء البرج وإجلاء الإفرنسيين المحاصرين داخله، ونقلهم إلى البويرة. غير أن (بومزراق) لم ينتظر نهاية المفاوضات، وغادر معسكر الثوار يوم ١٣ أيار - مايو -. واتجه إلى مسكر الشيخ محمد بن الحداد في تيزي الجمعة مرة أخرى - عن طريق مجانة - ليشترك في الهجوم الواسع على مدينة بجاية، والذي تم تنفيذه يوم ١٧ أيار - مايو -.
انتقل بومزراق وسي عزيز إلى جبال البابور بعد فشل الهجوم على مدينة بجاية، حيث اشتركا مع ثوار المنطقة في المعارك التي دارت هناك ضد القوات الإفرنسية، إبتداء من يوم ٢٠ أيار - مايو - والتي كان من أبرزها معركة جبل منتانو يوم ٢٥ أيار - مايو-، وقد استغل بومزراق الأوضاع الصعبة التي كان يعانيها قائد أولاد عامر الظهرة (أحمد باي ابن الشيخ مسعود)، فاستماله إليه وضمه إلى جبهة الثورة (١) مع بعض أفراد عائلة أولاد ويللسن، واشتركوا جميعا يوم ٢٦ أيار - مايو - في كتابة رسالة إلى داوودي بن كسكاس المعارض للثورة طلبوا منه الانضمام إليهم، وهددوه بنسف منزله وإحراق قرية رأس الماء التي يقطن بها إن هو رفض ذلك، غير أن ابن كسكاس لم يستجب لندائهم.
انتقل بومزراق من جبال البابور إلى جبال قلعة بني عباس يوم ٢٧ أيار - مايو - وهناك وافاه في اليوم التالي باشآغا شلاطة - ابن علي الشريف - بصحبة ابنه ليعزيه في وفاة أخيه المقراني، ولينصحه بالكف
(١) ثورة ١٨٧١ - الدكتور - يحيى بو عزيز - وفي الصفحة ٢٨٨ما يلى: (كان أحمد باي مخلصا للسلطات الفرنسية، ولكن هذه السلطات أهانت الرسول الذي أوفده إليها ليحيطها علما بنشاطات الثائر السعيد بن دبيش، كما قامت القوات الإفرنسية بقتل حوالي ستين شخصا كانوا يحصدون زرعهم تحت حمايته ورعايته. ولهذا نجح بومزراق في ضمه إلى الثورة).