عن مواصلة الثورة التي لا طائل منها - في نظره - بعد أن أعادت فرنسا تنظيم قواتها العسكرية. واستعادت المزيد من كتائبها وقواتها من أوروبا. ولكن بومزراق رفض حتى مجرد السماع لمثل هذه الآراء والنصائح. فافترقا في الحين. ولم تدم المقابلة سوى وقت قصير في جو من البرودة والفتور والامتعاض.
كان بو مزراق على علم بتحرك قوات فرنسية إلى منطقة بني منصور للقضاء على الثوار فيها. فأخذ يستعد لمجابهتها، ويحث المجاهدين على الصمود وعدم الاستسلام. واعترض بومزراق هذه القوات قرب البويرة في يوم ٢٩ أيار - مايو - ودارت رحى معركة قاسية استخدم المجاهدون فيها السلاح الأبيض. واستشهد عدد كبير منهم.
عاد بر مزراق من جديد إلى جبال البابور، في أول شهر حزيران - يونيو - للمشاركة في المعارك التي كانت محتدمة هناك تحت قيادة سي عزيز، بينما كان الثوار يتابعون صراعهم حول برج بني منصور خلال يومي ١٢ و١٣ حزيران - يونيو - ولم تطل إقامة بومزراق في البابور، فقد عاد بسرعة إلى البيبان. وهاجم يوم ١٥ حزيران - يونيو - دوار بني عامر وقرية الأصنام وقرية عين حازم، بسبب تعاون بعض سكانها مع الإفرنسيين. وتمركز بعض الوقت في عين تازة، في حين اتجه السعيد بن بوداوود قائد الحضنة إلى أولاد مسلم لجمع الأنصار الجدد، وتأمين متطلبات المجاهدين من الأعتدة والتموين. والتقى بومزراق مع محمد ابن عبد السلام والسعيد بن داوود في يوم ١٩ حزيران - يونيو - وخاضوا معركة (بو عساكر) في اليوم التالي، وقتلوا تسعة من الأوروبيين، وجرحوا تسعة.