للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استسلم أفراد عائلة الحداد واحدا بعد الآخر في أقل من نصف شهر (أواخر شهر حزيران - يونيو - وبداية شهر تموز - يوليو ١٨٧١ - على نحو ما سبق ذكره) وأدى استسلامهم على هذه الصروة، إلى استسلام عدد من القادة الآخرين الذين كان لهم دورهم الكبير في الثورة، وكان ذلك انتكاسة ثانية لمسيرة الثورة تزيد في خطورتها على استشهاد مفجر الثورة الحاج المقراني ذاته. ذلك لأن هذه الانتكاسة حولت مواقع الثوار من القوة والهجوم إلى الضعف والدفاع، وانتقل مسرح أعمالها القتالية بالتدريج من التل إلى أعماق الصحراء، وقد شعر بومزراق بخطورة هذا التحول، غير أن عزيمته لم تضعف، ولم يتسرب إليه الخور أو الوهن، وحاول أن يرمم ما تصدع من الجبهة. ومضى يحض الناس على متابعة الجهاد ويحفزهم للمزيد من الصمود والثبات.

مضى بومزراق إلى جنان البايليك بصدوق حيث أقام معسكره لإعادة تنظيم أمور الثورة، ثم انتقل إلى ذراع الأربعاء على ربوات الماتن، وعاقب بعض سكان بو جليل ممن استسلموا للسلطات الإفرنسية. وواجه القوات الإفرنسية في معركة قاسية يوم ١٢ تموز - يوليو - انسحب على أثرها إلى وادي الساحل - عبر بني عيدل وبني ورتلان، وتوقف يومين في قرى بني عباس المجاورة لحوض الوادي، بهدف حشد المزيد من المقاتلين. واتجه يوم ١٥ تموز - يوليو - إلى تيروردة ليعترض مسيرة رتل فرنسي كان في طريقه لغزو قلعة بني عباس - قاعدة المقرانيين - ثم اتجه من هناك إلى قرية (تيمثليت) أمام قرية (تازملت) ثم إلى جبل أزرو الحصين ببني ورتلان.

أعاد (بو مزراق) تنظيم بعض الكتائب العسكرية في جبل

<<  <  ج: ص:  >  >>