للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أزرو، ثم غادره بسرعة بعد أن توافرت له المعلومات عن قيام الإفرنسيين بمحاولة لتطويقه، منطلقين في محاولتهم هذه من قرية (تاونساوت) غربا - عند ملتقى وادي بوسلام ومهاجر - وأخذ طريقه إلى الجعافرة، وعندما وصل إلى قرية (تاخراط) على الضفة اليسرى لوادي مهاجر، اعترضه عدد من جنود (القوم) والقوات الإفرنسية، فخاض ضد هذه القوات معركته يوم ٢٠ تموز - يوليو - وهي المعركة التي اشتهرت باسم (يوم تاخراط).

غادر بومزراق (تاخراط) ومضى متنقلا بجبال بوندة وأوشانن، بين جبال قلعة بني عباس غربا وجبال تفرق والقلة شرقا، وهو يستحث المواطنين ويحرض المجاهدين، طالبا إليهم مجابهة رتل القوات الإفرنسية التي كانت تتقدم عبر مجرى وادي مهاجر - إلى الجنوب - حتى وصلت إلى قرية لشبور على أقدام مصب وادي زمورة يوم ٢٨ تموز - يوليو - وقد تعرضت القوات الإفرنسية - في وادي الساطور بهذه المنطقة - طريق قافلة كبيرة للمقرانيين كانت متجهة من القلعة إلى جبال بوندة، محملة بما استطاعت أن تنقذه من الأمتعة والحبوب والحيوانات، بعد أن غزهها القوات الإفرنسية الأخرى يوم ٢٢ من الشهر ذاته. بمساعدة ابن علي الشريف باشآغا شلاطة - ويظهر أن انسحاب المقرانيين من القلعة كان بأمر من بومزراق نفسه، الذي كان قد توجه إلى هناك بعد معركة تاخراط، غير أنه لم يكمل طريقه بعد أن علم بغزو الإفرنسيين للقلعة واحتلالها. وكان من ضمن من اعتقلهم القوات الإفرنسية في القلة، زوجة الباشآغا القراني وابنته وابنه بومزراق والشيخ جرابة ابن بودة الذي كان حارسا لأملاك عائلة المقراني. وعملت القوات الإفرنسية بعد ذلك على تدمير كل منازل المقرانيين والاستيلاء على كل

<<  <  ج: ص:  >  >>