ما تحتويه من المتاع والأثاث ثم أحرقت القرية كلها، واستسلم أولاد حمادوش جميعا للإفرنسيين.
انسحب بو مزراق بعض الوقت إلى المسيلة بالحضنة، بعد معارك تاخراط وجبال بوندة والقلعة، ثم عاد مرة أخرى إلى منطقة مجانة وبني عباس، وجدد نشاطه الحربي ضد القوات الإفرنسية والقوات المتعاونة معها من الجزائريين. واستطاع يوم ٢٦ آب - أغسطس - أن ينتزع من القوات الإفرنسية حوالي ثمانين بغلا في معركة بسهل مجانة، اتجه ببا إلى ونوغة، ليستغلها في وسائل النقل، وأشاع بين المواطنين هناك بأن الثورة مستمرة في جبال بو طالب والوادي الكبير وتبسة والصحراء وشرشال، وأن فرنسا عاجزة عن قمع الثورة، وقد كان لهذا الأسلوب دوره في رفع الروح المعنوية للمواطنين، واكتساب أنصار جدد. وتعرض الثوار يوم ٩ أيلول -سبتمبر - لقافلة فرنسية بقرية عجيبة وقبوش، كانت متجهة إلى سور الغزلان بمغانم الحرب وضرائبها التي أخذت من سكان بني منصور وبني عباس. وهاجم بومزراق القوات الإفرنسية في سهل مجانة مرة أخرى، ونشط في تجنيد المواطنين ودعم الثورة بالمجاهدين من كل المنطقة الممتدة بين برج بني منصور وسور الغزلان. وكانت معركة أولاد سيدي إبراهيم بو بكر يوم ٢٥ أيلول - سبتمبر - من أهم المعارك التي خاضها الثوار في هذه الفترة. ثم انتقل بومزراق إلى قلعة بني عباس يوم ٣٠ آب - أغسطس - وكان الإفرنسيون قد انسحبوا منها، فعاد أولاد حمادوش إلى صفه، وقبلوا بالعمل معه. ولكن سكان (أغيل أعلى) و (بلعيال) و (بوجليل) رفضوا ذلك. واعترضوا طريقه بزعامة الصبايحي حميمي (الذي كان بومزراق قد أمره سابقا مدة من