للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

راية الإسلام طوال قرون عديدة. وكانت تركيا قد خسرت البلقان خلال الحرب العالمية الأولى، وانتهى بها الأمر إلى الخروج من الحرب (بعد اقتطاع البلاد العربية منها) وذلك في ٣٠ تشرين، الأول -أكتوبر - ١٩١٨م وذلك بموجب هدنة مودرس وبدأ الحلفاء في دفع قواتهم لاجتياح تركيا، فقامت اليونان باحتلال أزمير في ١٥ أيار - مايو - ١٩١٩ بعد أن شجعتها بريطانيا على ذلك.

وعاشت تركيا فترة من الاضطراب في الحكم، فقام الحلفاء بالتمهيد لقيام مصطفى كمال، بأن قاموا باعتقال مناوئيه وخصومه وتشريدهم؛ كما قام اليونانيون بمذابح وفظائع وحشية في مدينة أزمير لم يسمع بمثلها. وانطلق مصطفى كمال لتنفيذ دوره. فأسس جمعية وطنية في الأناضول واستثار حماسة الأتراك للدفاع عن بلادهم. وأمكن له تحقيق انتصار على اليونانيين في سقارية، ثم عقد مع فرنسا معاهدة حصلت فيها فرنسا على امتياز استثمار مناجم الحديد والكروم والفضة في وادي نهر خرشوط الذي يصب في البحر الأسود. كما عقد معاهدة مع روسيا تنازل فيها عن (باطوم) التي ضمت إلى جمهورية جورجيا السوفييتية.

في ٢٩ تشرين الأول - أكتوبر - سنة ١٩٢٣، أعلن انتخاب مصطفى كمال رئيسا للجمهورية، وفي ٣ آذار - مارس - سنة ١٩٢٤، ألغيت الخلافة من تركيا. وقام أتاتورك (مصطفى كمال) باستثارة مراكز القوى الدينية، وعمل على تدميرها، وانتقل بعد ذلك إلى إلغاء وزارة الأوقاف في ٢ آذار - مارس - سنة ١٩٢٤ وعهد في

<<  <  ج: ص:  >  >>