للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المقصود به الحال، أن قولك (أبيع) لابد له من بيع خارج حاصل بغير هذا اللفظ، تقصد بهذا اللفظ مطابقته لذلك الخارج، فإن حصلت المطابقة المقصودة، فالكلام صدق وإلا فهو كذب فلهذا قيل أن الخبر محتمل اللفظ من حيث دلالته عليه، والكذب محتمله، ولا دلالة للفظ عليه.

واما (بعت) الإنشائي، فإنه لا خارج له تقصد مطابقته، بل البيع يحصل في الحال بهذا اللفظ، وهذا اللفظ موجد له فلهذا قيل إن الكلام الإنشائي لا يتحمل الصدق والكذب، وذلك لأن معنى الصدق مطابقة الكلام للخارج والكذب، عدم مطابقته فإذا لم يكن هناك خارج فكيف تكون المطابقة وعدمها (١).

والمحققون على أن هذا الأفعال ليس لها زمان معين، بل هي مجردة عنه (٢). وهذا هو الحق، إذ هي أفعال إيقاعية يراد بها إمضاء الحدث وإجراؤه، ولا تدل على مضي الحدث ولا على أنه يحدث الآن.

٦ - الدلالة على الاستقبال: وينصرف إلى ذلك في مواطن منها:

أ - الإنشاء المقصود به الطلب (٣). وذلك كالدعاء له أو عليه نحو (غفر الله لك) أي ليغفر الله لك، ونحو (ناشدتك الله إلا فعلت) و (عزمت عليك إلا فعلت) (٤). و (لما فعلت) أي: أفعل، جاء في (الكليات): " الأفعال الواقعة بعد (إلا) و (لما) ماضية في اللفظ مستقبلة في المعنى لأنك إذا قلت: (عزمت عليك لما فعلت) لم يكن قد فعل وإنما طلبت فعله وأنت تتوقعه (٥).

ب - الوعد أو الوعيد، نحو: {إنا كفيناك المستهزءين} [الحجر: ٩٥]، ومن ذلك


(١) شرح الرضي على الكافية ٢/ ٢٤٩
(٢) المغنى ١/ ٢٢٧
(٣) الهمع ١/ ٩، شرح الرضي ٢/ ٢٤٩
(٤) الهمع ١/ ٩
(٥) الكليات ٣٣٨

<<  <  ج: ص:  >  >>