للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الإخبار عن الإحداث المستقبلة مع قصد القطع بوقوعها (١). وذلك نحو قوله تعالى {ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض} [الزمر: ٦٨]، وقوله: {وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا} [الزمر: ٧٣]، و {نادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا} [الأعراف: ٤٤].

والقصد من لك أن هذه الأحداث متحققة الوقوع مقطوع بحصولها بمنزلة الفعل الماضي، فكما أنه لا شك في حدوث الفعل الماضي الذي تم، وحصل، كذلك لاشك في حدوث هذه الأفعال، إذ هي بمنزلة الماضي في تحقق الوقوع.

ج - دخول أداة الشرط عليه كـ (إن) و (إذا) نحو: {إذا جاء نصر الله} [النصر: ١]، و {إن عدتم عدنا} [الإسراء: ٨]، وقوله: {فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز} [آل عمران: ٨٥].

وقد يبقى على مضيه قليلا نحو {إن كان قميصه قد من قبل فصدقت وهو من الكاذبين} [يوسف: ٢٦]، ونحو (إن كنت الممت بذنب فتوبي واستغفري الله) وسيأتي لذلك بيان في باب الشرط.

د - دخول ما الظرفية، نحو: {وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا} [مريم: ٣١] أي مدة دوامي حيا، وهذا يشمل المستقبل أيضا، ونحو (لا أكلمك ما طلع نجم وغرب) أي يطلع ويغرب، وهذا التعبير أدل على الاستمرار.

جاء في (شرح الرضي على الكافية) أن الفعل الماضي ينقلب إلى المستقبل بدخول ما النائبة عن الظرف المضاف نحو ما ذر شارق وما دامت السماوات لتضمنها معنى (إن) أي أن دامت قليلا أو كثيرا، وقد يبقي معها على المضي كقوله تعالى: {وكنت عليهم شهيدًا ما دمت فيهم} [المائدة: ١١٧] (٢).


(١) شرح الرضي ٢/ ٢٥٠
(٢) شرح الرضي ٢/ ٢٥٠

<<  <  ج: ص:  >  >>