للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واعترض ابن مالك على ذلك بقوله تعالى: {وإن ربك ليحكم بينهم يوم القيامة} [النحل: ١٢٤]، وقوله: {إني ليحزني أن تذهبوا به} [يوسف: ١٣]، فالفعلان يفيدان الاستقبال.

وأجيب أنه نزل المستقبل منزلة الحاضر الشاهد (١).

وهو نحو ما مر في تنزيل المستقبل منزلة الماضي، نحو: {وسق الذين كفروا} [الزمر: ٧١]، و {نفخ في الصور} [الزمر: ٦٨].

ويبدو لي أنها تفيد التوكيد كما يقول البصريون، أما تخصيصها المضارع بالحال ففيه نظر لما ورد في القرآن الكريم من دلالته على الاستقبال معها.

وصرفه إلى الحال في الآية يحتاج إلى دليل، وكما هو الحال في دخلولها على المستقبل مع غير الفعل المضارع، نحو قوله تعالى: {وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا} [الكهف: ٨]، وقوله: {وإنا لجاعلون ما عليها صعيدًا جرزا} [الكهف: ٨]، وقوله: {ثم إنكم أيها الضالون المكذبون لآكلون من شجر من زقوم} [الواقعة: ٥١ - ٥٢].

ج - نفيه بـ ليس أو ما، أو إن، عند الإطلاق نحو (ما خالد يكتب) وليس علي يقرأ (٢).، فإذا كانت هناك قرينة تصرف الفعل المضارع إلى غير الحال، كان ذلك بحسبها نحو:

وليس يكون الدهر ما دام يذبل (٣).

وما محمد يسافر غدا، ومثله في غير المضارع (ليس خلق الله مثله)، و {ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم} [هود: ٨]، وقوله: {وما هم عنها بغائبين} [الانفطار: ١٦].

٣ - دلالته على الاستقبال تنصيصا، وذلك في مواطن منها:


(١) المغني ١/ ٢٢٨
(٢) انظر الهمع ١/ ٨، شرح الرضي على الكافية ٢/ ٢٥٦
(٣) الهمع ١/ ٨

<<  <  ج: ص:  >  >>