للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجاء في معاني القرآن للفراء، في قوله تعالى: {آياتك ألا تكلم الناس} [آل عمران: ٤١]، " إذا أردت الاستقبال المحض نصب (تكلم) وجعلت (لا) على غير معنى (ليس): وإذا أردت: آيتك أنك على هذه الحال ثلاثة أيام رفعت فقلت: أن لا تكلم الناس، ألا ترى أنه يحسن أن تقول: آيتك أنك لا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا (١).

وتقع بعد لفظ دال على معنى غير اليقين (٢). نحو أرجو، وأخاف، وأخشى، وأطمع، وذلك نحو قوله تعالى: {والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين} [الشعراء: ٨٢].

أما الداخلة بعد أفعال اليقين والمنزلة منزلتها، في أن المخففة من الثقيلة نحو (عملت أن لا يقدم) برفع يقدم، ولا يصح نصبه، لأنها بعد فعل دال على اليقين.

جاء في (الكتاب) وذلك قد علمت أن لا يقول ذاك، وقد تيقنت أن لا تفعل ذاك كأنه قال أنه لا يقول وأنك لا تفعل، وليست أن التي تنصب الأفعال تقع في هذا الموضع لأن ذا موضع يقين وإيجاب (٣).

وجاء في (المقتضب): " أما ما كان من العلم فإن (إنْ) لا تكون بعده إلا ثقيلة لأنه شيء قد ثبت واستقر وذلك قولك: (قد علمت أن زيدًا منطلق) فإن خففت، فعلى إرادة التثقل والإضمار، تقول: قد علمت أن سيقوم زيد ترد أنه سيقوم زيد (٤).

وقد تجيء الناصبة بعد العلم، على أن لا يراد به اليقين، وذلك نحو قولك: (ما على إلا أن تخبره) بالنصب، أي لا أرى ألا أن تخبره.


(١) معاني القرآن ١/ ٢١٣
(٢) المغنى ١/ ٢٧ - ٢٨، الهمع ٢/ ٢، وانظر سيبويه ١/ ٤٨١
(٣) كتاب سيبويه ١/ ٤٨١
(٤) المقتضب ٣/ ٧، ٢/ ٣٠، وانظر المغنى ١/ ٣٠، التسهيل ٢٢٨، الهمع ٢/ ٢

<<  <  ج: ص:  >  >>