وليس كذلك في سورة ص، فإنه قال (قال فأخرج منها فإنك رجيم، وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين).
ومما يدل أيضا على ان مقام السخط في قصة الأعراف أكبر، وهو عدم التبسط مع إبليس في الكلام، بخلاف آيات ص، وإن عدم التبسط في الكلام مما يدل على السخط الكبير يدل على ذلك، أنه قال في الأعراف قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك [الأعراف: ١٢].
وقال في ص:{قال يإبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي استكبرت أم كنت من الغالين}[ص: ٣٨]، / وقال في الأعراف:{قال إنك من المنظرين}[الأعراف: ١٥]، وقال في ص:{قال فإنك من المنظرين، إلى يوم الوقت المعلوم}[ص: ٨٠ - ٨١]، فزاد الفاء وزاد إلى يوم الوقت المعلوم.
وقال في الأعراف:{قال أنظرني إلى يوم يبعثون}[الأعراف: ١٤]، وقال في ص:{قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون}[الأعراف: ٧٩]، فزاد رب والفاء. فإنه لما كان المقام مقام تبسط في الكلام، تبسط هو أيضا بخلاف آية الأعراف، فإنه لما كان مقام سخط كبير، حذف التبسط، وجعل الكلام على أوجز صورة، ولكل مقام مقال.
ثم إن القصة في الأعراف أطول مما هي في ص، فناسب ذلك زياد لا أيضا فيها دون ص.
وهناك جانب فني آخر حسن زيادة لا في الأعراف دون ص، وهو أن سورة الأعراف تبدأ بـ (المص)، وقد أنتبه القدامي إلى أن الحروف المقطعة التي تبدأ بها السور يكثر ترديدها في السورة بصورة أكثر وأوضح من غيرها (١).