٩ - {ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لا يعلم بعد علم شيئا}[النحل: ٧٠].
١٠ - {وما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم}[الحشر: ٧].
ووردت اللام في مواطن كثيرة جدًا، وبموازنة الاستعمال القرآني بينهما نرى أن القرآن خص (كي) بالتعليل الحقيقي، وأما اللام فقد استعملها له ولغيره، فمن ذلك مثلا:
١ - أن اللام وردت للتعليل المجازي في القرآن الكريم، وذلك نحو قوله تعالى:{فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا وحزنا}[القصص: ٨]، وهو الذي يسميه النحاة لام العاقبة، فإن هذا تعليل مجازي، وذلك أن آل فرعون لم يتلقطوه لذلك، بل لينفعهم كما قال تعالى على لسان امرأة فرعون:{قرت عين لي ولك لا تقتلوه عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا}[القصص: ٩].
ولكن عاقبة التقاطه أن أصبح لهم عدوا وحزنا، فكأنهم التقطوه لذلك، وهذا كما تقول (علمتك الرماية لترميني وعلمتك الشعر لتهجوني) أي كان ذلك عاقبة أمرك، ولم يرد تعليل مجازي بـ (كي) في القرآن الكريم، فلم يقل مثلا:(التقطه آل فرعون كي يكون لهم عدوًا وحزنا).
٢ - وقريب من ذا قوله تعالى:{فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم}[الأنعام: ١٤٤]، فهذا قريب من التعليل المجازي إذ من المحتل أنه لم يكن غرض المفترى إضلال الناس، بدليل قوله تعالى (بغير علم) وبدليل قوله تعالى: {وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم}[الأنعام: ١١٩]، ولكن المفترى على الله يضل الناس يقينا، ولا تشفع له نيته في ذلك، أيا كانت بدليل قوله تعالى:{قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا}[الكهف: ١٠٣ - ١٠٥]، فهؤلاء، لا يشفع لهم أعتقادهم أنهم يحسنون صنعا.