أم كافرة، بل هو مطلوب للامات من الحيوان، ولذا عللها في الموطنين بـ (كي) ولم يعلله باللام.
ثم أن أم موسى تعلم أن وعد الله حق لا يتخلف، وقد وعدها ربها بأنه سيرده إليها ويجعله من المرسلين، {إنا رادوه إليك وجاعلوه من المرسلين}[القصص: ٧].
فقوله تعالى:{ولتعلم أن وعد الله حق}[القصص: ١٣]، معناه الاطمئنان، لا مجرد العلم، ولو قال (كي تعلم أن وعد الله حق) لكان المعنى أنها تجهل أن وعد الله حق وأنه رده إليها لتعلم هذا الأمر.
ونظير هذا قوله تعالى:{وكذلكأعثرنا عليهم ليعلموا أن وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها}[الكهف: ٢١]، وهذا في أصحاب الكهف، وهم يعلمون أن وعد الله حق، ولا شك وكيف لا وهم فارقوا قومهم لإيمانهم بالله تعالى؟ فلو قال (كي يعلموا) لكان المعنى أن هذا هو الغرض الحقيقي وقد كانوا يجهلون ذاك.
وأم قوله (كي تقر عينها ولا تحزن) فهذا غرض حقيقي لا يتحقق إلا برد طفلها إليها، وهذا أشبه بما مر في النقطة السابقة.
٥ - ومن أوجه الخلاف بينهما في الاستعمال أن اللام تستعمل مع كان المنفية وهي التي تسمى لام الجحود، نحو قوله تعالى:{وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم}[الأنفال: ٣٣]، وقوله:{لم يكن الله ليغفر لهم}[النساء: ١٣٧]، ولا يصح استعمال (كي) هنا. فلا تقول (ما كان الله كي يعذبهم) ولا (لم أكن كي أحضر). ومن الجدير بالذكر أن (كي) غير المقترنة بنفي لم ترد في التعليل، إلا في ثلاثة مواطن هي:
١ - {فرجعناك إلى أمك كي تقر عينها ولا تحزن}[طه: ٤٠].
٢ - {فرددناه إلى أمه كي تقر عينها ولا تحزن}[القصص: ٣].
٣ - {وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا}[طه: ٣٣ - ٣٤].