وهذا في سؤال الأموال وهو يتجدد بتجددها فجاء في المتجدد بالفعل المضارع، وفي غيره بالفعل الماضي، والله أعلم.
٢ - وقد يؤتى بالفعل الماضي مع الشرط للدلالة على وقوع الحدث جملة واحدة، وإن كان مستقبلا، ويؤتى بالمضارع لما كان يتقضي ويتصرم شيئا فشيئا، أي مستمرا وذلك نحو قوله تعالى:{فإن أحصرتم فما استيسر من الهدى}[البقرة: ١٩٦]، أي إذا حصل هذا ولذا عبر عنه بالماضي، بخلاف قوله تعالى:{ويسئلونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم}[البقرة: ٢٢٠]، وذلك أن المخالطة مستمرة متطاولة ليست كالاحصار فعبر عنها بالمضارع.
ونحو قوله تعالى:{ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا}[البقرة: ٢٨٦]، أي لا تؤاخذنا إذا حصل منا نسيان، أو خطأ، أي وقع.
وقوله:{فإن خفتم فرجالا أو ركبانا فإذا أمنتم}[البقرة: ٢٣٩]ـ فإن معناه إذا وقع الخوف أو إذا حصل الأمن، بخلاف قوله تعالى:{وإما تخافن من قوم خيانة}[الأنفال: ٥٨]، فإن فيه معنى الاستمرار والتحسب، بخلاف ما قبلها ونحو قوله تعالى:{وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال}[الكهف: ١٧].
فالطلوع والغروب يقعان جملة واحدة، فعبر عنهما بالماضي، بخلاف قوله تعالى:{والليل إذا يسر}[الفجر: ٤]، فإنه يفيد الاستمرار والتطاول.
ونحو قوله تعالى:{ولا يسمع الصم الدعاء إذا ماينذرون}[الأنبياء: ٤٥]، أي وإن تطاول عليهم الانذار وتكرر واستمر، بخلاف قوله تعالى:{ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين}[النمل: ٨٠]، أي إذا ادبروا عنك.