٣ - أن تكون الجملة خبرية فإذا كانت غير خبرية لم يصح اقترانه بها، فلا يجوز (إن عصيت إذا ويل لك).
٤ - أن تكون غير مقرونة بـ (أن) المؤكدة فلا يصح أن تقول: (إن تذهب إذا إني معك). ومثال ما اجتمعت فيه الشروط، قوله تعالى:{وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون}[الزمر: ٤٥]، وقوله:{إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا انتم تخرجون}[الروم: ٢٥].
وهناك شرط أغفله النحاة، وهو أن يحتمل الكلام معنى المفاجأة، وإلا لم يحسن دخولها وإن وجدت الشروط، فلا يحسن مثلا أن يقال في نحو قوله تعالى:{وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم}[البقرة: ٢٧١]، (إذا هو خير لكم) فإنه ليس فيها معنى المفاجأة.
ولا يحسن في نحو قوله تعالى:{فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان}[البقرة: ٢٨٢]، أن يقال:(إذا رجل وامرأتان) أو (إذا هما رجل وامرأتان) ولا في نحو قوله تعالى: {وإن كانت واحدة فلها النصف}[النساء: ١١]، أن يقال (إذا لها النصف) ولا في نحو قوله: {إن يكن غنيا أو فقيرا فالله أولى بهما}[النساء: ١٣٥]، أن يقال (إذا الله أولى بهما) ولا في قوله: {وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير}[الأنعام: ١٧]، أن يقال:(إذا هو على كل شيء قدير).
بل لابد من توفر عنصر المفاجأة، ليصح الكلام، وذلك نحو قوله تعالى:{ومنهم من يلمزك في الصدقات فإنأعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون}[التوبة: ٥٨]، أي يسخطون فجأة، وقوله:{إذا دعاكم دعوة من الأرض إذا أنتم تخرجون}[الروم: ٢٥]، أي تخرجون فجأة استجابة لأمر الله.