للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كلتا الحالتين غير معقود عليه، وقد أغني عن الجواب الكلام المتقدم على القسم، أو المكتنف له.

وهذا نظير حذف جواب الشرط إذا تقدمته أو أكتنفه ما يدل على عليه.

وأما إذا وقع القسم ابتداء فلابد له من جواب ظاهر أو مقدر، لأن الكلام مبني عليه.

جاء في (معاني القرآن) للفراء: " وكذلك اليمن يكون لها جواب إذا بديء بها فيقال: والله إنك لعاقل، فإذا وقعت بين الاسم وخبره قالوا: أنت والله عاقل، وكذلك إذا تأخرت لم يكن لها جواب لأن الابتداء بغيرها (١).

وقد يحذف جواب القسم جوازًا إذا كان في الكلام ما يدل عليه، وذلك نحو قولك: لمن قال لك: (أذهبت إليه)؟ : (نعم والله)، أو (لا والله) أي نعم والله لقد ذهبت إليه، أو لا والله ما ذهبت إليه.

ويحذف أيضا جوازا، إذا كان بعده ما يدل عليه، وذلك نحو قوله تعالى: {والنازعات غرقا والناشطات نشطا والسابحات سبحا فالسابقات سبقا فالمدبرات أمرًا يوم ترجف الراجفة} [النازعات: ١ - ٦]، والتقدير لتبعثن بدليل ما بعده (٢).

وقد يكون القصد من حذف الجواب، أن لا يراد جواب بعينه، وإنما يراد كل ما يحتمله السياق والمقام من جوابات.

فقد يكون الجواب مقصودًا بعينه، وذلك نحو قوله تعالى: {فوربك لنحشرنهم والشياطين} [مريم: ٦٨]، وقد يكون غير مقصود بعينه، وإنما يتسع لكل ما يحتمله المقام فلا نصرف الذهن إلى شيء بعينه، بل يدعه يذهب كل مذهب مما يحتمله سياق


(١) معاني القرآن ٢/ ٣٣٨
(٢) انظر المغنى ٢/ ٦٤٦، تأويل مشكل القرآن ١٧٣، العمدة ٢/ ٢٧٧ - ٢٧٨، الطراز ٢/ ١١٥

<<  <  ج: ص:  >  >>