الكلام ومقامه فيكون كله مرادا أو محتملا مراده، وذلك نحو قوله تعالى:{ق والقراءن المجيد بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم فقال الكافرون هذا شيء عجيب أءذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد قد علمنا ما تنقص الأرض منهم وعندنا كتاب حفيظ}[ق: ١ - ٤] فيحتمل الجواب أن يكون (إنك لمنذر) بدليل قوله: {بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم}(١). ويحتمل أن يكون (ليبعثن) بدليل: {أءذا متنا وكنا ترابا ذلك رجع بعيد}، ويحتمل أن يكون {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم} ويحتمل غير ذلك، مما يتناسب هو والمقام.
ونحو قوله تعالى: {ص والقرءان ذي الذكر بل الذين كفروا في عزة وشقاق كما أهلكنا من قبلهم من قرن فنادوا ولات حين مناص وعجبوا أن جاءهم منذر منهم وقال الكافرون هذا ساحر كذاب أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب [ص: ١ - ٥].
فيحتمل أن يكون الجواب (لنهلكنهم) بدليل قوله تعالى: {كم أهلكنا من قبلهم من قرن} ويحتمل أن يكون (لقد عجبوا من إنذارك) أو (ليعجبن) بدليل قوله: {وعجبوا ان جاءهم منذر منهم}، ويحتل أن يكون الجواب (إنه لذكر لهم) أي شرف لهم، بدليل قوله (والقرآن ذي الذكر) ويحتل أن يكون الجواب (ما الذي كفروا نازلين على حكم الحق بل الذين كفروا في عزة وشقاق) كل ذلك يحتمله السياق، ويحتمل غيره.
وهذه المعاني كلها مرادة، أو محتملة المراد فيكون المعنى قد اتسع بحذف الجواب وشمل أبعادا لم يكن يشملها بالذكر.
وعلى هذا فالغرض من الذكر، هو القصد إلى جواب بعينه.
وأما الحذف فيحتمل أن يكون الراد منه الإيجاز، ويحتمل أن يكون المراد منه سعة المعنى وشموله وذهاب الذهن كل مذهب، والله أعلم.