وورد في ثلاثة مواضع مع (لما) المشددة التي بمعنى (إلا) وهي قوله تعالى: {وإن كل لما جميع لدينا محضرون}[يس: ٣٢].
وقوله:{وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا}[الزخرف: ٣٥]. وقوله:{إن كل نفس لما عليها حافظ}[الطارق: ٤].
وليست (ما) ولا غيرها من حروف النفي كذلك، فدل على هذا قوتها في النفي. ومما يدل على ذلك أيضا الاستعمال القرآني، فإنه يستعمل (إن) فيما فيه زيادة توكيد في النفي.
قال تعالى:{ومنهم من يستمع إليك وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها حتى إذا جاءوك يجادلوك يقول الذين كفروا إن هذا إلا أساطير الأولين}[الأنعام: ٢٥].
وقال:{والذي قال لوالديه اف لكما أتعدانني ان اخرج وقد خلت القرون من قبلي وهما يستغيثان الله ويلك آمن إن وعد الله حق فيقول ما هذا إلا اساطير الأولين}[الأحقاف: ١٧]، فقال في الآية الأولى:{إن هذا إلا أساطير الأولين} وقال في الثانية: {ما هذا إلا أساطير الأولين} والأولى آكد، يدل على ذلك السياق فقد قال فيها:
١ - وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه.
٢ - وفي آذانهم وقرا
٣ - وذكر أنهم إن يروا كل آية لا يؤمنوا بها.
فأنت ترى أن درجة التكذيب أشد مما في الآية الأخرى، لأن الصفات التي تستدعي قوة التكذيب والإنكار كانت في المكذبين الأولين، أشد أكثر، ولذلك أكد النفي فيها بأن بخلاف الثانية.