للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

٢ - إذا دخلت على جملة إسمية صدرها معرفة كقوله تعالى: {لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار} [يس: ٤٠].

وقد استثني من ذلك قولهم (لا نولك أن تفعل كذا) أي لا ينبغي أن تفعل كذا.

٣ - أذا دخلت على المفرد خبرا، أو حالا أو نعتا، نحو (هو لا طويل، ولا قصير) {وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة} [الواقعة: ٣٢ - ٣٣]، و (جئت لا مسرعا ولا مبطئا).

٤ - إذا دخلت على ماضي اللفظ، والمعنى نحو (لاقرأ ولا كتب) (١).

ومن أقسام (لا) النافية (لا) المعترضة بين الجار والمجرور، نحو: (جئت بلا زاد) و (غضبت من لا شيء) والجمهور يسمونها زائدة، وهي ليست زائدة في المعنى عندهم، بل في الإعراب، لأنها وقعت بين العامل والمعمول، ولذا لا يصح إسقاطها لأنها تفيد النفي.

وهي عند الكوفيين اسم بمعنى (غير) (٢).

والحق أنها لا تطابق (غيرا) فإن استعمال (غير) يمكن أن يعطينا أكثر من معنى، بخلاف استعمال (لا) فأنت تقول مثلا (جئت بلا سلاح) أي لا سلاح معك عند مجيئك وتقول: (جئت بغير سلاح) وهذا يحتمل معنيين:

المعنى الأول: هو نفي وجود السلاح معك كالأولى، وهو نظير قوله تعالى: {ليضل الناس بغير علم} [الأنعام: ١٤٤].

والمعنى الآخر: أنك جئت بسلاح آخر غير ذلك السلاح.

فالتعبير بـ (لا) لا يحتمل إلا معنى واحدًا، وأما التعبير بـ (غير) فقد يحتمل أكثر من معنى.


(١) انظر المغني ١/ ٢٤٢ - ٢٤٤، شرح الرضي على الكافية ١/ ٢٨٢
(٢) انظر التصريح ١/ ٢٣٧ ـ، المغنى ١/ ٢٤٥

<<  <  ج: ص:  >  >>