وهذا صحيح، يدل على ذلك اقترانها بـ (من) الزائدة المؤكدة الدالة على الاستغراق نحو: {فهل من مدكر}[القمر: ١٧]، {هل من خالق غير الله يرزقكم}[فاطر: ٣]، بخلاف الهمزة، فإنها لا تقترن بها.
ويشهد لذلك الاستعمال القرآني:
قال تعالى:{أفأنبئكم بشر من ذلكم النار وعدها الله الذين كفروا}[الحج: ٧٢]، وقال:{هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله}[المائدة: ٦٠]. وقال:{هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم}[الشعراء: ٢٢١ - ٢٢٢].
وقال:{قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا}[الكهف: ١٠٣].
فأستعمل الهمزة و (هل) مع الفعل (نبأ)، وعند النظر في الاستعمالين نرى أن (هل) أقوى وآكد في الاستفهام من الهمزة، ويبين ذلك السياق.
قال تعالى:{وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات تعرف في وجوه الذين كفروا المنكر يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا قل أفأننبئكم بشر من ذلكم النار وعدها الله الذين كفروا وبئس المصير}[الحج: ٧٢].
فأستعمل الهمزة.
وقال:{يآيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينك هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا ذلك بأنهم قوم لايعقلون قل يأهل الكتاب هل تنقمون منا إلا أن أمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل وأن أكثركم فاسقون قل هل أننبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله وغضب عليه وجعل منهم القردة والخنازير وعبد الطاغوت أولئك شر مكانا وأضل عن سواء السبيل}[المائدة: ٥٧ - ٦٠]، وما بعدها.