قال: ابن هشام: " وعندي أنها تأتي في هذا النوع مفعولا مطلقا، أيضا، وإن منه (كيف فعل ربك) إذ المعنى أي فعل فعل ربك؟ ولا يتجه أن يكون حالا من الفاعل (١).
إن ابن هشام يبدو مصيبا في اعتراضه، فإنه يبدو من المستبعد أن تعرب (كيف) حالا في كثير من التعبيرات، وذلك نحو قولك (كيف تضربه وهو أخوك) ونحو قوله تعالى: {ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل}[الفيل: ١]، وقوله:{انظر كيف يفترون على الله الكذب}[النساء: ٥٠]، وقوله:{وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله}[الأنعام: ٨١]، وقوله:{فكيف آسى على قوم كافرين}[الأعراف: ٩٣]، وقوله:{ألم تروا كيف خلق الله سبع سماوات طباقا}[نوح: ١٥]، فالظاهر أنه لا يسأله في نحو هذا عن حال الفاعل.
غير أنه مما يرد ابن هشام أننا نستطيع أن نذكر المفعول المطلق مع (كيف) في نحو هذا التعبير، فتقول مثلا (ألا ترى كيف يضرب خالد أخاه ضربًا موجعًا) فلا يصح أن يقال أن المعنى: أي ضرب يضرب خالد أخاه ضربا موجعًا، إلا إذا فزعنا إلى التقدير فنقدر فعلا محذوفا فيكون تقدير الكلام: ألا ترى كيف يضرب خالد أخاه يضربه ضربا موجعا هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى، أننا لو أبدلنا المصدر بـ (كيف)، لم نجده يطابق المعنى المقصود، فقوله تعالى:{انظر كيف يفترون على الله الكذب} لا يطابق، (انظر أي افتراء يفترون على الله الكذب) فالقول الأول تعجب من حالهم، ومعناها انظر كيفية افترائهم في حين يكون معنى القول الثاني: انظر نوع الافتراء الذي يفترونه، فهو تعجب من نوع الفعل لا من كيفيته.
وقوله تعالى:{وكيف أخاف ما أشركتم} لا يطابق (أي خوف أخاف ماأشركتم) فالأول أستبعاد هذه الحال عن نفسه، وأما الآخر فهو سؤال عن نوع الخوف الذي يخافه