والدهشة والتعجب، نحو قوله تعالى:{من بعثنا من مرقدنا}[يس: ٥٢]. والإلزام، نحو:{من خلق السماوات والأرض وأنزل من السماء ماء} والتشويق والترغيب، نحو:{من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة}[البقرة: ٢٤٥].
إلى غير ذلك من المعاني.
وقد تلحقها (ذا) كما مر في (ما) فتكون (من) اسم استفهام، و (ذا) اسم اشارة، وذلك نحو (من ذا؟ ) و (من ذا واقفًا؟ ).
وقد تكون اسما موصولا نحو (من ذا أكرمت أمحمد أم خالد) وقد تكون كلمة واحدة مركبة بمعنى (من) نحو (من ذا أكرمت أمحمدًا أم خالدا؟ ).
ويحتمل هذا المعنى قوله تعالى:{من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا}[البقرة: ٢٤٥]، ويحتمل أيضا أن تكون (من) استفهاما و (ذا) اسم إشارة بمعنى (من هذا الذي يقرض الله) كما في قوله تعالى: {أمن هذا الذي هو جند لكم ينصركم}[الملك: ٢٠](١).
ويبدو أنه إذا قرن اسم الإشارة بـ (ها التنبيه) كان آكد وأقوى وذلك لأن فيه زيادة تنبيه، فقولك (من هذا الذي فعل) آكد وأقوى من قولك (من ذا الذي فعل) وذلك أن السائل في العبارة الأولى كأنه يجتهد في الاستخفاف بالفاعل، نحو أن تقول (من هذا الذي يستطيع أن يرد علي) أو تعظيمه كأن تقول (من هذا الذي اقتحم النار وأنقذ الطفل؟ ).
ويدل على ذلك الاستعمال القرآني أيضا، قال تعالى:{وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده}[آل عمران: ١٦٠]، وقال:{من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه}[البقرة: ٢٥٥] فلم يجيء بـ (ها) التنبيه.
(١) انظر شرح الرضي على الكافية ٢/ ٦٥، المغنى ١/ ٣٢٧