للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والأرض} [البقرة: ١١٦]، وقال مرة: {والله يعلم ما في السماوات وما في الأرض} [الحجرات: ١٦]، وقال مرة أخرى: {يعلم ما في السماوات والأرض} [العنكبوت: ٥٢]، وقال مرة: {سبح لله ما في السماوات وما في الأرض} [الحشر: ١]، وقال مرة أخرى: {سبح لله ما في السماوات والأرض} [الحديد: ١]ـ وهذا يقتضينا المساءلة عن سبب ذكر ما ذكر، وحذف ما حذف، إذ من المعلوم أنه لابد في الكلام البليغ من سبب للذكر والحذف.

وذكر بعضهم أنه تأمل ما في التنزيل العزيز من قوله تعالى: {من في السماوات والأرض} و {من في السماوات ومن في الأرض} وقوله: {ما في السماوات والأرض} وقوله: {ما في السماوات وما في الأرض} فوجد "أنه حيث قصد التنصيص على الأفراد ذكر الموصول، والظرف ألا ترى إلى المقصود في سورة يونس (١) من نفي الشركاء الذين اتخذوهم في الأرض وإلى المقصود في آية الكرسي (٢) من إحاطة الملك؟

وحيث قصد أمر آخر لم يذكر الموصول إلا مرة واحدة أشارة إلى قصد الجنس، وللإهتمام بما هو المقصود في تلك الآية، ألا ترى إلى سورة الرحمن (٣)، المقصود منها علو قدرة الله تعالى وعلمه وشأنه وكونه مسؤولا ولم يقصد أفراد السائلين" (٤).

وهذا صحيح فإه إذا قصد التنصيص على الأفراد ذكر الموصول وذلك نحو قوله تعالى: {ونفخ في الصور فصعق من في السماوت ومن في الأرض إلا من شاء الله} [الزمر: ٦٨]، فهنا قصد التنصيص على كل فرد من أفراد السماوات والأرض على وجه التخصيص فكرر (من) لذلك. ونحوه قوله تعالى: {ويوم ينفخ في الصور ففزع من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله} [النمل: ٨٧].


(١) يعني قوله تعالى: {ألا إن لله من في السماوات ومن في الأرض وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون} [يونس: ٦٦]
(٢) يعني قوله تعالى: {له ما في السماوات وما في الأرض} [البقرة: ٢٥٥]
(٣) يعني قوله تعالى: {يسئله من في السماوات والأرض كل يوم هو في شأن} [الرحمن: ٢٩]
(٤) البرهان ٤/ ٧٣ - ٧٤

<<  <  ج: ص:  >  >>