للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٤ - الدوام والاستمرار بمعنى (لم يزل) وجعلوا منه قوله تعالى: {وكان الله غفورا رحيما} [النساء: ٩٦]، وقوله: {وكنا بكل يء عالمين} [الأنبياء: ٨١]، أي لم نزل كذلك (١)، وقوله: {وكان الإنسان عجولا} [الإسراء: ١١]، ونحوها جاء في (التسهيل): "وتختص كان بمرادفة (لم يزل) كثيرًا" (٢).

وجاء في (الهمع): "تختص كان بمرادفة لم يزل كثيرا، أي أنها تأتي دالة على الدوام وأن كان الأصل فيها أن يدل على حصول ما دخلت عليه، فيما مضى مع انقطاعه عند قوم وعليه الأكثر كما قال أبو حيان، أو سكوتها عن الانقطاع وعدمه عند آخرين وجزم به ابن مالك، ومن الدالة على الدوام الواردة في صفات الله تعالى نحو: {وكان الله سميعا بصيرا} [النساء: ١٣٤]، أي لم يزل متصفا بذلك" (٣).

وأنكر بعضهم مجيئها لهذا المعنى، قال الرضي: "وذهب بعضهم إلى أن (كان) يدل على استمرار مضمون الخبر في جيع زمن الماضي، وشبهته قوله تعالى: {وكان الله سميعًا بصيرا} وذهل أن الاستمرار مستفاد من قرينة وجوب كون سميعًا بصيرًا من لفظ (كان). ألا ترى أنه يجوز (كان زيدا نائمًا نصف ساعة فاستيقظ) وإذا قلت (كان زيدا ضاربًا) لم يستفد الاستمرار، وكان قياسًا ما قال أن يكون (كن)، و (يكون) أيضًا للاستمرار" (٤).

وجاء في (الكشاف) في قوله تعالى {كنتم خير أمة أخرجت للناس} [آل عمران: ١١٠]، "كان عبارة عن وجود الشيء في زمان ماض على سبيل الإبهام، وليس فيه دليل على عدم سابق ولا على انقطاع طاريء ومنه قوله تعالى:


(١) الاتقان ١/ ١٦٨ البرهان ٤/ ١٣٧، ١٢١
(٢) التسهيل ٥٥
(٣) الهمع ١/ ١٢٠
(٤) الرضي على الكافية ٢/ ٣٢٤

<<  <  ج: ص:  >  >>