للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد يستعمل بعض هذه الأفعال المصدرة بـ (ما) للنفي تامة نحو: ما برح من موضعه قال تعالى {فلن أبرح الأرض} [يوسف: ٨٠]، و (ماوني في أمره) و (ما انفك من هذا الأمر) " (١).

فهذه أذن افعال منفية تفيد الثبات والاستمرار، ومعناها مثبتة هو الترك والزوال، ونفيها نفي الترك والزوال، فيؤدي معناها الاستمرار والثبات.

فأما زال: فمعناه ذهب وانفصل وترك وقد ورد لهذا الفعل ثلاثة أفعال مضارعة زال يزول ومعناه الذهاب والإضمحلال قال تعالى: {إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا} [فاطر: ٤١]، أي أن تذهبا وتضمحلا.

وزال يزيل يقال: زال الشيء يزيله زيلا إذا مازه (٢) أي خلص شيئا من شيء وفصله عنه.

وزال يزال وهذا الأخير هو الفعل الناقص وهي ذات معان متقاربة، كلها تفيد الذهاب والانفصال والترك، فزال معناه ذهب وترك وانفصل، وما زال معناه ما ذهب ما ترك وما انفصل، فإذا قلت (ما زال زيد قائمًا) كان معناه لم يترك القيام، وما انفصل عنه أي بقي مستمرا عليه، ومضارعه (لا يزال) ومعناه (يبقى) فمعنى (مازال المطر نازلا) بقي المطر نازلا.

ومعنى لا يزال المطر نازلا، يبقى المطر نازلا، قال تعالى: {ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فمازلتم في شك مما جاءكم به} [غافر: ٣٤]، أي بقيتم في شك وقال: {ولا يزال الذين كفروا في مرية منه} [الحج: ٥٥]، أي يبقون في مرية لا ينفكون عنها، ولا يتركونها. وقال: {ولا تزال تطلع على خائنة منهم} [المائدة: ١٣]، أي ستستمر في الإطلاع على خائنة منهم.


(١) الرضي على الكافية ٢/ ٢٢٢ - ٣٢٣
(٢) لسان العرب (زول) و (زيل).

<<  <  ج: ص:  >  >>