٣ - ورد خبر (ما) مقترنا بالباء الزائدة الدالة على التوكيد في (٧٦)، ستة وسبعين موطنًا وورد في ثالاثة مواطن فقط غير مؤكد الزائدة وهي قوله تعالى:{ما هذا بشرا}[يوسف: ٣١]، وقوله:{ماهن أمهاتهم}[المجادلة: ٢]، وقوله:{فما منكم من أحد عنه حاجزين}[الحاقة: ٤٧]، في حين ورد خبر (ليس) في ٢٣ ثلاثة وعشرين موطنًا مؤكدًا بالباء الزائدة، وفي خمسة مواطن مجردًا منها.
٤ - أن الجمل التي تحتاج إلى توكيد كثير استعملها القرآن منفية بما، كقوله تعالى {مالكم من إله غيره} ولم يرد مثل هذا التعبير في القرآن منفيا بليس وهذا من أهم المواطن التي تحتاج إلى التوكيد لأنه في نفي الشرك.
قال تعالى:{وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل}[الأنعام: ٦٦].
وقال:{ولو شاء الله ما اشركوا وما جعلناك عليهم حفيظًا وما أنت عليهم بوكيل}[الأنعام: ١٠٧].
وقال:{إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق فمن اهتدي فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنت عليهم بوكيل}[الزمر: ٤١].
وقال:{والذين اتخذوا من دونه أولياء الله حفيظ عليهم وما أنت عليهم بوكيل}[الشورى: ٦].
وقال:{قل يا أيها الناس قد جاءكم الحق من ربكم فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها وما أنا عليكم بوكيل}[يونس: ١٠٨].
فأنت ترى أنه في الآية الأولى قال:(قل لست عليكم بوكيل) وفي الآية الأخرى قال (وما أنت عليهم بوكيل) أو (وما أنا عليكم بوكيل) وذلك راجع إلى قوة النفي الذي يظهر من السياق، والذي هو أبين من أن يدل على مواطنه بخلاف استعمال ليس.