للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ - والذي يدل على أنها تفيد التوكيد أنها تقع جوابًا للقسم نحو (والله ما زيد بحاضر) وذكر سيبويه أن قولهم (ما فعل) نفي لقولهم (لقد فعل) (١)، مما يدل على أن فيها توكيدا.

جاء في (الإتقان): "ومقتضى كلام سيبويه أن فيها معنى التأكيد لأنه جعلها في النفي جوابًا لقد (٢) فكما أن (قد) فيها معنى التأكيد فكذلك ما جعل جوابًا لها". (٣)

وجاء في (الأشباه والنظائر) إن النفي فيها آكد. (٤)

وقد وردت في القرآن الكريم في مواطن عدة جوابًا للقسم في الجمل الإسمية والفعلية قال تعالى: {ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير} [البقرة: ١٢٠]، وقال: {لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك} [المائدة: ٢٨]، وقال: {ولئن اتبعت أهواءهم بعد ما جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا واق} [الرعد: ٣٧]، وقال: {ن والقلم وما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون} [القلم: ١ - ٢].

ومن وردها في الجمل الفعلية قوله تعالى: {والله ربنا ما كنا مشركين} [الأنعام: ٢٢] وقوله: {يحلفون بالله ما قالوا} [التوبة: ٧٤]، وقوله: {والنجم إذا هوى ما ضل صاحبكم وما غوى} [النجم: ١ - ٢].

وجواب القسم فيه توكيد مثبًا كان أو منفيًا. ولم ترد (ليس) في القرآن الكريم جوابًا للقسم البتة فدل ذلك على أنها آكد من (ليس) في النفي.


(١) سيبويه ١/ ٤٦٠
(٢) في سيبويه أنها جواب للقد ١/ ٤٦٠
(٣) الاتقان ١/ ١٧٦
(٤) الأشباه والنظائر ٢/ ٦٢، وانظر البرهان ٢/ ٤١٧

<<  <  ج: ص:  >  >>