وقيل: المقرون بأن مفعول به على تضمين الفعل معنى قارب، أو على إسقاط الخافض على تضمينه معنى قرب.
وقيل: بدل اشتمال من الفاعل على تضمينه معنى قرب.
وعسى على هذين القولين تامة.
وقيل: بدل اشتمال من المرفوع وسد هذا البدل مسد الجزءين" (١).
والذي يبدو لي أن الرأي الراجح هو الذي يذهب إلى أن (أن) ليست مصدرية وإنما هي مؤذنة بتراخي الفعل أي جيء بها للدلالة على الاستقبال والدليل على ذلك:
١ - سقوط (أن) لضرورة أو لعدم إرادة تخصيص الفعل بالاستقبال كقوله:
عسى الله يغني عن بلاد ابن قادر ... بمنهمر جون الرباب سكوب
وقول الآخر:
عسى الكرب الذي أمسيت فيه ... يكون وراءه فرج قريب
٢ - مجيء خبرها وصفًا كقوله: أني عسيت صائما.
٣ - دخول سين الاستقبال بدلا من (أن) في الخبر لأن كليهما للاستقبال كقوله:
عسى طيء من طيء بعد هذه ... ستطفيء غلات الكلى والجوانح
٤ - ليس ثمة ضرورة للقول بأن (أن) الناصبة للفعل مصدرية دائمًا، فقد تكون مصدرية وقد تكون غير ذاك، وعندنا في العربية نظائر لذلك فقد يختلف معنى الحرف الواحد فيكون مرة لشيء ومرة لغيره نحو (ما) المصدرية، فقد تكون مرة ظرفية مصدرية، وقد تكون مصدرية غير ظرفية، و (لو) الشرطية قد تكون مرة حرف امتناع لامتناع نحو (لو زارني لأكرمته) وقد تكون شرطية بمعنى (إن) ليس فيها الامتناع كقوله تعالى: