للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من الهاء، كأنه أراد أن يقف عليها ثم نقل حركة الهاء إلى الكاف كقوله:

عجبت والدهر كثير عجبه ... من عنزي سبني لم أضربه (١)

ومن ذلك في رأي بعض النحاة قول الشاعر:

من أي يومي من الموت أفر ... أيوم لم يقدر أم يوم قدر

فقد ذهب إلى إن فتحة الراء في (يقدر) نقل من همزة (أم) (٢)، وإلا فالفعل مجزوم ومن حذف الحركة لسبب غير إعرابي قوله تعالى: {مالك لا تأمنا على يوسف} [يوسف: ١١] والأصل: لا تأمننا لأن الفعل مرفوع وإنما حصل هنا إدغام النونين، فسكنت النون الأولى لأجل الإدغام.

٥ - علامات الحكاية: وذلك لأن المحكي لا تتغير حركاته وسكناته بل يحكي بلفظه وذلك نحو (اقبل جاد الحق) و (رأيت جاد الحق) و (مررت بجاد الحق) فهو يلازم حالة تعبيرية واحدة مهما اختلفت حالاته الاعرابية فلا تدل علاماته على معنى، وإن كان في أصله قد يكون جاريا على الأسس التعبيرية العامة في الاعراب والبناء.

٦ - الضرورة الشعرية: وذلك لأن لغة الشعر لغة خاصة فقد يضطر الوزن صاحبه إلى ما لا يجوز في سعة الكلام من حركة أو سكون أو غيرها كقول الشاعر:

يوم الصليفاء لم يوفون بالجار.

وقوله:

أبيت أسري وتبيتي تدلكي.

وقوله:

فاليوم اشرب غير مستحقب

ونحو ذلك:

وهذا كله مما لا علاقة له بدلالات الأعراب التي ذكرناها.


(١) الكشاف ١/ ٤٢٠
(٢) الخصائص ٣/ ٩٤ - ٩٥

<<  <  ج: ص:  >  >>