للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{فيقسمان بالله لشهادتنا أحق من شهاتهما} [المائدة: ١٠٧]، {ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون} [آل عمران: ١٥٧].

{وللدار الأخرة خير للذين يتقون أفلا تعقلون} [الأنعام: ٣٢].

{لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه} [التوبة: ١٠٨].

{لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس} [غافر: ٥٧].

{لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله} [الحشر: ١٣].

{ولذكر الله أكبر} [العنكبوت: ٤٥]، إلى غير ذلك من المواطن.

ووجه الاستدلال في هذا أننا نرى فرقا بين قولنا (محمد كريم) و (محمد أكرم ممن ذكرت) فإن العبارة الثانية إنما هي رد للأولى، وجواب عليها بخلاف (إن) التي قد تخرج عن هذا الأصل ولذلك جاء خبرها في القرآن عامًا قال تعالى: {إن الله واسع عليم} [البقرة: ١١٥]، وقال: {إنه لكم عدو مبين} [البقرة: ١٦٨].

ولسنا نعني بقولنا هذا أن اللام لا تجاب، إلا باسم التفضيل كما لا نعنى أن (إن) لا تكون للجواب والرد ولكنا نقول: أن الأصل في اللام أن تكون للرد والإنكار وما ورد من الشواهد القرآنية الكثيرة يؤيد ذلك بخلاف (أن) فإنها قد تكون لمجرد التوكيد. جاء في (البرهان): "قال - يعني عبد القاهر الجرجاني -: " وأكثر مواقع (إن) بحكم الاستقراء هو الجواب، لكن بشرط أن يكون للسائل فيه ظن بخلاف ما أنت تجيبه به، فأما أن تجعل مرد الجواب أصلا فيها، فلا لأنه يؤدي إلى قولك: (صالح) في جواب: كيف زيد؟ حتى تقول: أنه صالح ولا قائل به".

بخلاف اللام فإنه لا يلحظ فيها غير أصل الجواب" (١).


(١) البرهان ٢/ ٤٠٥ - ٤٠٦، وانظر دلائل الإعجاز ٢٥١

<<  <  ج: ص:  >  >>