للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإن وقع قبلها الظن جاز فيما بعد (أن) الرفع، كقولك: (ظننت أن لا تقوم) بالنصب إذا لم ترد تحقيق الظن و (ظننت أن لا تقوم) بالرفع إذا أردت به معنى (علمت) لأن الظن في كلام العرب قد يكون بمعنى العلم، قال الله جل وعز: {الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم} [البقرة: ٤٦] (١).

وجاء في (شرح الرضي على الكافية): أن (أنْ) التي ليست بعد العلم ولا ما يؤدي معناه، ولا ما يؤدي معنى القول، ولا بعد الظن، فهي مصدرية لا غير سواء كانت بعد فعل الترقب كحسبت وطمعت ورجوت وأردت أو بعد غيره من الأفعال كقوله تعالى: {أو لم يكن لهم آية أن يعلمه} [الشعراء: ١٩٧]، وأعجبني أن قمت .. أو لا بعد فعل كقوله تعالى {ولولا أن كتب الله عليهم الجلاء} [الحشر: ٣].

والتي بعد العلم مخففة لا غير، وكذا التي بعد ما يؤدي معنى العلم، إن لم يكن فيه معنى القول، كتحققت ونظرت، وانكشف وظهر، وإن كان فيه معنى القول، كأمر، ونزل وأوحي، ونادي، فإن فيها معنى اعلم وقال معًا" (٢).

وجاء في (المغني) في أن الناصبة: " أن تكون حرفا مصدريا ناصبا للمضارع، وتقع في موضعين:

أحدهما في الابتداء فتكون في موضع رفع نحو {وأن تصوموا خير لكم} [البقرة: ١٨٤].

والثاني بعد لفظ دال على معنى غير اليقين" (٣).

فاتضح بهذا أن (أنْ) المخففة من الثقيلة إنما هي تفيد التحقيق واليقين بخلاف الناصبة للأفعال.


(١) الجمل ٢٠٦ - ٢٠٧، وانظر ابن يعيش ٨/ ٧٧
(٢) الرضي على الكافية ٢/ ٢٥٩
(٣) المغنى ١/ ٢٧ - ٢٨، وانظر الهمع ٢/ ٢

<<  <  ج: ص:  >  >>