للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الشاعر:

أفد الترحل غير أن ركابنا ... لما تزل برحالنا وكأن قد

ويقدر اسمها في كل ما مر ضمير الشأن أي كأنه.

وقد يرد مفردًا كقوله:

كأن وريديه رشاء خلب.

وورد: كأن ثدييه حقان (١).

وتخفف كأن لغرضين فيما أرى:

١ - أن تدخل على الجملة الفعلية إضافة إلى الإسمية، بعد أن كانت مقصورة على الجمل الإسمية، وذلك إنما يكون بحسب الغرض، فإن كانت العناية منصبة على المسند إليه (المشبه) جيء بها مشددة في الأكثر كقوله تعالى: {كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار} [الأحقاف: ٣٥]، وقد تكون العناية منصبة على الحالة التشبيهية، لا على المشبه، فيؤتى بها مخففة، كقوله تعالى: {فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس} [يونس: ٢٤].

وكقول الشاعر:

كأن لم يكن بين الحجن إلى الصفا ... أنيس ولم يسمر بمكة سامر

فهناك فرق بين أن تقول (كأن أنيسا لم يكن بين الحجون إلى الصفا) وقولك (كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا أنيس) فأنت في الثانية تقصد إلى الحالة التشبيهية الفعلية، بخلاف الأولى فأنك عمدت إلى لفظ المشبه وقدمته للاهتمام والعناية.

وكذلك قوله تعالى: {فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس} ولم يقل (كأنها) لأنه


(١) التسهيل ٦٦، ابن الناظم ٧٣، ابن يعيش ٨/ ٨٢، ابن عقيل ١/ ١٤٠ - ١٤١، الأشموني ١/ ٢٩٣ - ٢٩٤، التصريح ١/ ٢٣٤ - ٢٣٥

<<  <  ج: ص:  >  >>