للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الاسم، وإنه فيما ينتظر المحدث عنه، ويتوقعه منه، مما لابد له من أن يذكره للمحدث، لأنك إذا ابتدأت فقد وجب عليك مذكور بعد المبتدأ لابد منه وإلا فسد الكلام ولم يسغ لك، فكأنه ذكر (هو) ليستدل المحدث أن ما بعد الاسم ما يخرجه مما وجب عليه، وأن ما بعد الاسم ليس منه، هذا تفسير الخليل". (١)

وهذا القول كسابقه أي الاعلام بأن ما بعده خبر لا تابع، فضمير الفصل قد يفيد أن ما يعده خبر لا تابع، ولولا هو لاحتمل أن يكون تابعًا، وأن يكون خبرًا، ومن ذلك قوله تعالى: {إن هذا لهو القصص الحق} [آل عمران: ٦٢]، فوجود الضمير عين أن يكون (القصص) هو الخبر، ولولا الضمير لاحتمل أن يكون (الحق) هو الخبر، والقصص بدلا منه، فيكون المعنى: إن هذا القصص هو الحق، ولا تظنن أن (إن) هي التي عينت الخبر برفعه، فذلك صحيح في هذه الجملة ولكن لو حذفنا (أن) ماتعين الخبر إلا بالضمير.

ومن ذلك قوله تعالى: {ذلك هو الضلال البعيد} [الحج: ١٢] فوجود الضمير عين أن يكون (الضلال) هو الخبر، ولولا (هو) لاحتمل أن يكون البعيد هو الخبر، والضلال تابعًا، فيكون المعنى: ذلك هو الضلال هو البعيد. ونحوه قوله {ذلك هو الخسران المبين} [الحج: ١١] ومنه {ذلك هو الفضل الكبير} [فاطر: ٣٢]، وقوله: {إن هذا لهو البلاء المبين} [الصافات: ١٠٦]، وقوله: {وذلك هو الفوز العظيم} [التوبة: ١١١]، ويحتمل أن يكون منه قوله: {والكافرون هم الظالمون} [البقرة: ٢٥٤]، فلو حذف لاحتمل أن يكون (الظالمون) نعتا، والخبر محذوفا.

٢ - الاختصاص والقصر: قد يأتي ضمير الفصل للدلالة على القصر، وإذا ذهب ذهب معنى القصر، جاء في (الإيضاح): " وأما توسط الفصل بينه وبين المسند إليه فلتخصصه به كقولك: زيد هو المنطلق، أو هو أفضل من عمرو، أو هو خير منه، أو هو يذهب (٢).


(١) سيبويه ١/ ٣٩٤
(٢) الإيضاح ١/ ٢٥، وانظر المغني ٢/ ٤٩٦، شرح المختصر على تلخيص المفتاح ٤١، حاشية الجرجاني على الكشاف ١/ ١١٢ =

<<  <  ج: ص:  >  >>