للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجاء في (الكشاف) في قوله تعالى: {وأولئك هم المفلحون} [البقرة: ٥].

" و (هم) فصل وفائدته الدلالة على أن الوارد بعده خبر، لا صفةـ، والتوكيد، وإيجاب إن فائدة المسند ثابتة للمسند إليه دون غيره (١) " أي للقصر، وجاء في (معترك الأقران في إعجاز القرآن): " وممن ذكر أنه للحصر، البيانيون في بحث المسند إليه، واستدل له السهيلي بأنه أتي به في كل موضع إدعى فيه نسبة ذلك المعنى إلى غير الله، ولم يؤت به حيث لم يدع وذلك في قوله: {وأنه هو أضحك وأبكى. وأنه هو أمات وأحيا، وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى. من نطفة إذا تمنى، وأن عليه النشأة الأخرى، وأنه هو أغنى وأقنى، وأنه هو رب الشعرى، وأنه أهلك عادا الأولى} [النجم: ٤٣ - ٥٠]، (٢) فلم يؤت به في {وأنه خلق الزوجين} [النجم: ٤٥]، {وأن عليه النشأة الأخرى} [النجم: ٤٧]، {وأنه أهلك عادا الأولى} [النجم: ٥٠]، لأن ذلك لم يدع لغير الله، وأتى به في الباقي لادعائه لغيره" (٣).

وجاء في (التفسير الكبير) في إفادة ضمير الفصل الحصر " لو قلت: الإنسان ضاحك فهذا لا يفيد ان الضاحكية لا تحصل إلا في الإنسان أما لو قلت: الإنسان هو الضاحك فهذا يفيد أن الضاحكية لا تحصل إلا في الإنسان". (٤)

وأرى أن هذا ليس دليلا، فقد يقال أن التخصيص جاء من التعريف، لا من ضمير الفصل وإنما جاء الضمير لتوكيد التخصيص الموجود.

ومن دلالته على القصر بنفسه قوله تعالى: {إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا وأولئك هم وقود النار} [آل عمران: ١٠]، فضمير الفصل هنا يفيد قصرًا حقيقيًا، فالقول: {وأولئك هم وقود النار} قد يفيد مجرد الأخبار كما تقول (هذا صديقك) ووضع ضمير الفصل عين القصر الذي كان محتملا قبل دخوله.


(١) الكشاف ١/ ١١٢
(٢) ويلاحظ أن هذا ليس من ضمائر الفصل عند الجمهور وإنما هو توكيد أو مبتدأ
(٣) معترك الاقران ١/ ١٨٦
(٤) التفسير الكبير ٢/ ٣٤

<<  <  ج: ص:  >  >>