للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولو شئت أن أبكي دما لبكيته ... [عليه ولكن ساحة الصبر أوسع]

وقوله تعالى: {لو أردنا أن نتحذ لهوا لاتخذناه من لدنا} [الأنبياء: ١٣٠]. و {لو أراد الله أن يتخذ ولدا} (١) [الزمر: ٤]

قالوا وأكثر ما يقع ذلك بعد أداة الشرط، لأن مفعول المشيئة مذكور في جوابها (٢).

واشترط بعض النحاة لحذفه دخول أداة الشرط على الفعل (٣).

ويجدر بنا هنا أن ننبه على أمرين:

١ - اشتراط الحذف بدخول أداة الشرط، كما ذهب إليه بعض النحاة.

٢ - إدخال أفعال الإدارة مع افعال المشيئة في هذا الحذف، فقد ذهب أهل البيان أن افعال المشيئة والإرادة مشتركة في هذا الأمر كما صرح به الزمخشري في النص الذي نقلناه آنفا (٤).

اما بالنسبة إلى الأمر الأول وهو اشتراط الحذف بدخول اداة الشرط كما هو ذهب إليه ابن النحوية محمد بن يعقوب فهو غير صحيح، بل ورد الحذف كثيرا من غير دخول أداة شرط وذلك نحو قوله تعالى: {هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء} [آل عمران: ٦]، أي كيف يشاء أن يصوركم، وقوله: {بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء} [المائدة: ٦٤]، وقوله: {وأورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء} [الزمر: ٧٤]، وقوله: {في أي صورة ما شاء ركبك} [الإنفطار: ٨]، وقوله: {فكلما من حيث شئتما} [الأعراف: ١٨]، وقوله {ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله} [الأنعام: ١١١] إلى غير ذلك من الآيات.


(١) الكشاف ١/ ١٧٠ - ١٧١
(٢) معترك الاقران ١/ ٣٠٨
(٣) البرهان ٣/ ١٦٨
(٤) الكشاف ١/ ١٧٠ - ١٧١، وانظر معترك الاقران ١/ ٣٠٨، البرهان ٣/ ١٦٧ - ١٦٨، الطراز ٢/ ١٠٤

<<  <  ج: ص:  >  >>