للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبغير الفاء تكون الجملة ذات احتمالين أما أن تكون كمعنى الأولى، وإما أن لا تترتب المكافأة على دخول الدار، وإنما هي لشخص معين يدخل الدار، فكأنك قلت: انظر إلى ذلك الذي يدخل الدار أن له مكافأة، فلم يعط الكافأة بسبب دخول الدار، وإنما أردت أن تعرفه للمخاطب بالصلة كما تقول (الذي يمسى رسب) فالرسوب لم يترتب على المشي ولا بسببه، فالذي عين قصد العموم هو الفاء وليس الرفع، ولو كان حق العام الرفع وحق الخاص النصب، لكان الراجح في قوله تعالى (والأنعام خلقها) الرفع لأنها ليست إنعاما خاصة، بل هي عموم الأنعام، ونحوه قوله تعالى {وكل شيء فصلناه تفصيلا} [الإسراء: ١٢]، وقوله: {وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه}، وقوله: {والظالمين أعد لهم عذابا أليما} [الإنسان: ٣٢]، وقوله {والجبال أرساها} [النازعات: ٣٢]، فقد وردت كلها بالنصب وهي كلها للعموم.

وكانت ينبغي النصب في قوله تعالى: {النار وعدها الله الذين كفروا} [الحج: ٧٢]، وقوله: {جنات عدن يدخلونها} [الرعد: ٢٣]، وقد وردتا بالرفع وهما معلومتان، وإنما الأمر كما ذكرت، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>