وقال:{ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}[المائدة: ٤٤]، هذا القصر على جهة المبالغة قال تعالى:{إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله، ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا}[النساء: ١٥٠ - ١٥١]، فقصر الكفر على الأولين مبالغة.
وقال:{ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون}[المائدة: ٤٥]، وهذا القصر على جهة المبالغة أيضا كقوله تعالى:{ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون}[الممتحنة: ٩]، وقوله:{يا أيها الذين أمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خير منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون}[الحجرات: ١١]، وقال تعالى:{ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون}[المائدة: ٤٧] وقال: {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما أتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال اقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فأشهدوا وأنا معكم من الشاهدين فمن تولى بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون}[آل عمران: ٨١ - ٨٢]، وقال:{إن المنافقين هم الفاسقون}[التوبة: ٦٧].
وقال:{والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة ابدا، وأولئك هم الفاسقون}[النور: ٤].
ولا يمكن أن يكون هذا كله قصرا حقيقيا: فهو قصر على جهة المبالغة أو على معنى الكمال في الصفة.
ج - توكيد معنى المقايسة: وذلك كقولك الشاعر هو البحتري، لم ترد أن تقصر الشعر عليه، ولكن كأنك قلت هل سمعت بالشاعر وخبرت معرفته؟ فإن كنت قد عرفته حقا فهو البحتري، وتؤكد هذا المعنى فتقول: الاشعر هو البحتري قال تعالى: {ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك