للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هم المهتدون} [البقرة: ١٥٥ - ١٥٧]، فكأنه قال: هل سمعت بالمهتدين وخبرت حقيقتهم؟ أنهم هؤلاء.

ونحوه قوله تعالى: {إنما يفتري الكذب الذي لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون} [النحل: ١٠٥]، فالكاذبون كثيرون، ولكن هؤلاء أولى من يسمى بهذا الاسم فكأنه يقول: هل عرفت حقيقتهم؟ فهم هؤلاء.

جاء في (الكشاف) في قوله تعالى: {وأولئك هم المفلحون} [البقرة: ٥]، ومعنى التعريف في (المفلحون) الدلالة على أن المتقين هم الناس الذين بلغك أنهم يفلحون في الآخرة، كما إذا بلغك أن إنسانا قد تاب من أهل بلدك فاستخبرت من هو؟ فقيل: التائب أي والذي أخبرت بتوبته.

أو على أنهم الذين إن حصلت صفة المفلحين، وتحققوا ما هم، وتصوروا بصورتهم الحقيقية فهم لا يعدون تلك الحقيقة كما تقول لصاحبك: هل عرفت الأسد وما جبل عليه من فرط الأقدام؟ إن زيدا هو هو. (١)

د - توكيد معنى الكمال: جاء في (التفسير الكبير) في قوله تعالى: {إنك أنت السميع العليم} [آل عمران: ٣٥]، " فإن قيل: قوله: {إنك أنت السميع العليم} يفيد الحصر وليس الأمر، كذلك فإن غيره قد يكون سميعا قلنا: إنه سبحانه لكماله في هذه الصفة، كأنه هو المختص بها دون غيره. (٢)

وجاء في (الكشاف) في قوله تعالى {وأولئك هم الكاذبون} [النحل: ١٠٥]، أي أولئك هم الكاذبون على الحقيقة، الكاملون في الكذب، لأن تكذيب آيات الله أعظم الكذب، أو أولئك هم الذين عادتهم الكذب، لا يبالون به في كل شيء، لا تحجبهم عنه مروءة ولا دين. (٣)

وهذا النوع في الحقيقة من باب القصر الادعائي.


(١) الكشاف ١/ ١١٢ - ١١٤
(٢) التفسير الكبير ٤/ ٦٥
(٣) الكشاف ٢/ ٢١٨

<<  <  ج: ص:  >  >>