للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قرعت ظنابيب الهوى يوم عالج ... ويوم اللوى حتى قسرت الهوى قسرا

قلت: وكذا قوله: ومكروا مكرا، ومكرنا مكرا (١).

وجاء (حاشية الصبان): " وقوله، وتقرير معناه أي رفع توهم المجاز عنه لا يؤكد، نقله الزركشي، في البحر المحيط في الأصول ونقض بقوله (ومكرنا مكرا) وقول الشاعر:

وعجبت عجيجا من جذام المطارف (٢)

وأجيب بأنه يرفع فيما يحتمل الحقيقة والمجاز، كقتلت قتلا لا فيما هو مجاز لا غير، كذا في القسطلاني على البخاري، فالمتعين للمجاز يؤكد كما في الآية والبيت.

فقولهم: المجاز لا يؤكد، ليس على إطلاقه (٣).

أنه لابد من إضافة قسم آخر إلى ما ذكره النحاة وهو النائب عن الفعل، يختلف عنها في المعنى والحكم.

إن النائب عن فعله يحذف عامله جوازا، ووجوبا عند النحاة، أما الؤكد فلا يجوز حذف عامله فنحو قولنا (إكراما الضيف) لا يجوز أن يكون مؤكدا لحذف فعله، فتعين أن يكون نائبا عن فعله وهو غير المؤكد.

ما ينوب عن المصدر:

ينوب عن المصدر ما يدل عليه نحو، كلية المصدر، وبعضيته، ونوعه، وصفته، وهيئته، ومرادفه، وضميره، والإشارة إليه، واسم المصدر، وملاقيه في الاشتقاق، وغيرها (٤).


(١) البرهان ٢/ ٣٩٣
(٢) لأن المطارف وهي الثياب لا تصيح.
(٣) حاشية الصبان ٢/ ١١٥
(٤) انظر الأشموني ٢/ ١١٢ - ١١٣، التصريح ١/ ٣٢٥ - ٣٢٨، الصبان ٢/ ١١٢ - ١١٤، حاشية الخضري ١/ ١٨٨

<<  <  ج: ص:  >  >>