للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولذا كان معناه في الحقيقة هو (من عند) لا (عند) جاء في (شرح الرضي على الكافية): "ولدى بمعنى (لدن) إلا أنّ (لدن) ولغاتها المذكورة يلزمها معنى الابتداء، فلهذا يلزمها (من) أما ظاهرة وهو الأغلب، أو مقدرة فهي بمعنى: من عند" (١).

إن الغالب في (لدن) أن تكون مجرورة بمن، ولم ترد في القرآن إلا كذلك لملازمتها لابتداء الغايات وقد تضاف إلى الجمل بخلاف (عند) قال الشاعر:

صريع غوان راقهن ورقنه ... لدن شب حتى شاب سود الذوائب

ولا تقع عمدة أي لا تقع خبرا ولا نحوه، فلا تقول: الكتاب من لدنك بخلاف (عند) تقول: الكتاب عندك (٢).

قال أبو سعيد السيرافي: " لدن إنما تضاف إلى ما بعده من زمان متصل به أو مكان إذا اقترن بها (إلى) كقولك: جلست من لدن صلاة العصر إلى وقت المغرب" (٣).

وجاء في (حاشية التصريح): " وقال بعضهم (لدن) أبلغ من (عند) قال تعالى: {لينذر بأسا شديدا من لدنه} (٤) [الكهف: ٢].

ونود تعقيبا على هذا القول أن نخص (لدن) بزيادة تفصيل فنقول: أن لفظ (لدن) مشابه للفظ (اللدن) المأخوذ من اللدانة واللدونة.

و(اللدن) اللين من كل شيء من عود، أو حبل، أو خلق، وامرأة لدنة، ريا الشباب ناعمة، وتلدن في الأمر، تلبث وتمكث، ولم يثر ولم ينبعث عليه، والتلدن والتمكث (٥). فاللدونة الليونة واللدن اللين.


(١) الرضي ٢/ ١٣٨
(٢) انظر التصريح ٢/ ٤٥ - ٤٧، الأشموني ١/ ٢٦٤، الرضي على الكافية ٢/ ١٣٧ - ١٣٨، المغني ١/ ١٥٦، الهمع ١/ ٢١٥
(٣) حاشية ابن يعيش رقم (١) ج ٤/ ١٠١
(٤) حاشية التصريح ٢/ ٤٥
(٥) لسان العرب (لدن) ١٤/ ٢٦٧ - ٢٦٨

<<  <  ج: ص:  >  >>