للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جاء في (شرح ابن يعيش): فإذا قلت: أخذت من الدراهم درهما، فإنك ابتدأت بالدرهم ولم تنته إلى آخر الدراهم، فالدرهم ابتداء الأخذ إلى أن لا يبقى منه شيء ففي كل تبعيض معنى الابتداء. (١).

بيان الجنس: نحو قولك: عندي خاتم من ذهب وباب من ساج أي جنس الخاتم ذهب وجنس الباب ساج، ونحو (أخذت عشرين من الدراهم) فإذا كنت أشرت بالدراهم إلى دراهم معينة أكثر من عشرين، فمن مبعضة لأن العشرين بعضها، وإذا كانت الدراهم عشرين فهي مبينة، لأنك قصدت بالدراهم الجنس (٢).

ورجعه بعض النحاة إلى معنى الابتداء (٣). ورجعه سيبويه إلى معنى التبعيض: قال: " وكذلك ويحه من رجل، إنما أراد أن يجعل التعجب من بعض الرجال، وكذلك لي ملؤه من عسل" (٤).

وهذا المعنى يكون رجعه إلى الابتداء، فقولك (عدي باب من ساج) معناه ابتداء الأخذ من الساج، كما يمكن رجعه إلى التبعيض كما ذكر سيبويه.

التعليل: كقوله تعالى: {يتواري من القوم من سوء ما بشر به} [النحل: ٥٩]، وقوله: {ترى أعينهم تفيض من الدمع مما عرفوا من الحق} [المائدة: ٨٣].

البدل كقوله تعالى: {أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة} [التوبة: ٣٨] وقوله {من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن}، [الأنبياء: ٤٢]، أي: بدل الرحمن.

" وأنكر قوم مجيء (من) للبدل فقالوا: التقدير في {أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة} أي بدلا منها. فالمفيد للبدلية متعلقها المحذوف، وأما هي فللابتداء (٥).


(١) شرح ابن يعيش ٨/ ١٣
(٢) انظر شرح الرضي على الكافية ٢/ ٣٥٧
(٣) شرح ابن يعيش ٨/ ١٣
(٤) كتاب سيبويه ٢/ ٣٠٧
(٥) المغني ١/ ٣٢٠ - ٣٢١

<<  <  ج: ص:  >  >>